لم تغب أجواء الاحتفال بعيدَي الميلاد ورأس السّنة في طرابلس، لكنّها هذا العام كانت خجولة مقارنة بالسّنوات السّابقة، بسبب الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي الصّعب، وتفشّي فيروس كورونا مجدّداً في المدينة على نطاق واسع.
فأشجار الميلاد الضّخمة، التي اعتادت البلديّة ومبادرات فرديّة وجمعيّات بأن ترفعها في وسط ساحات وشوارع طرابلس، غابت نهائيّاً هذا العيد عن المشهد، وبخاصّة الأشجار التي كانت ترفع في نقاط رئيسيّة معيّنة في عاصمة الشّمال من مستديرة مستشفى النيني إلى إشارة شارع عزمي، إلى الشّجرة التي اعتادت محافظة الشّمال أن تضعها في باحتها كلّ عام، فضلاً عن أشجار ميلاد أقلّ حجماً كانت تنتشر في شارعَي مار مارون والكنائس في طرابلس، أو شوارع وأزقّة مدينة الميناء.

وعلى الرّغم من أنّ بعض هذه الأشجار كانت تتعرّض أحياناً، في سنوات سابقة، لحريق بعضه مفتعل من قبل مجهولين وبعضه بسبب احتكاك كهربائي، فإنّ مشاهد واحتفالات عيدَي الميلاد ورأس السنة في طرابلس بقيت لافتة، إذ كانت تجمع فئات متعدّدة من المواطنين من مختلف الطوائف والمذاهب، إلى حدّ أنّ بعض الأشخاص والجهات الإسلامية كانت تقوم بوضع شجرة وزينة ميلاد في شوارع مدينتَي طرابلس والميناء.

هذا العام، اقتصر الاحتفال بعيدَي الميلاد ورأس السنة على نشاط أُقيم في معرض رشيد كرامي الدولي ونشاطَين في مدينة الميناء، في محاولة من قبل المنظّمين لإبقاء أجواء الاحتفال بالأعياد موجودة في طرابلس والميناء.

ففي محلّة المعرض أضاءت جمعية «Acua» شجرة الميلاد إيذاناً ببدء احتفالات وعروضات مهرجان الميلاد في طرابلس، الذي يستمرّ حتى 23 كانون الأوّل الجاري.

وفي مدينة الميناء، نظّمت جمعيّة «مينتي» احتفالاً وأمسية ميلادية في كنيسة جاورجيوس التاريخية الأرثوذكسية التي يعود بناؤها لسنة 1732.