نام الطرابلسيّون، ليل أمس، على وقع جريمتَي قتل تعكس تردّي الأوضاع الاجتماعية والأخلاقية وانتشار المخدّرات وحبوب الهلوسة بين أيدي الشّباب. إذ كشفت التحقيقات الأوّلية أنّ مرتكبي الجريمتين يتعاطيان المخدرات.
الجريمة الأولى وقعت في محلة ضهر المغر، وهي منطقة شعبية تقع على الضفّة الشرقية لنهر أبو علي مقابل قلعة طرابلس التاريخية، وتسكنها أغلبية من فقراء ومن نازحين أتوا إليها من مناطق شماليّة عديدة. هناك أقدم «أ. أ.» وهو من بلدة تكريت في عكّار على طعن جدّته بسكّين طعنات عدة ما أدّى إلى وفاتها على الفور.

وبحسب المعلومات، فإنّ «أ. أ.» كان يقيم مع جدّته لوحدهما في منزل متواضع في المنطقة، وكانت الجدّة تعطف عليه وتهتمّ به وتمدّه بمالٍ كان يأتي إليها من أقارب لها مقيمين في خارج لبنان، ما جعل العلاقة بين الطرفين جيّدة. لكنّ جديداً طرأ أمس لم تُعرف أسبابه بعد، تمثّل في صراخ صادر من منزلهما، ما دفع الجيران إلى دخوله لمعرفة ما يجري، فوجدوا «أ. أ.» في حالة هستيرية بينما جدّته ملقاة على الأرض مضرّجة بدمائها نتيجة طعنه لها بسكين كانت ما تزال في يده.

وعلى الفور، اتصل أشخاص بعناصر مخابرات الجيش الذي أتوا واقتادوا «أ. أ.» للتحقيق معه، بعدما أفاد شهود عيان أنّه كان في حال غريبة، يُرجّح أنّها بسبب تعاطيه مخدّرات أو حبوب هلوسة.

أمّا الجريمة الثانية، التي حصلت مساء أمس، فوقعت في محلّة المنكوبين عند الناحية الشّمالية من مدينة طرابلس، وهي منطقة تُعتبر اسماً على مسمّى، إذ أطلق عليها هذا الاسم بعد نزوح سكّان إليها كانوا يقيمون حول مجرى نهر أبو علي في وسط المدينة القديمة، والذي تسبّب فيضانه عام 1955 في نزوح عائلات عديدة إلى المنطقة بعد النّكبة التي ألمّت بهم، حيث أقامت لهم الحكومة فيها عامها بيوتاً شعبية متواضعة، قبل أن تتوسّع المنطقة لاحقاً بفعل نزوح سكان مناطق الأطراف إلى الأبنية العشوائية فيها، لتتحوّل مع مرور الأيّام إلى حزام بؤسٍ جديد يطوّق المدينة.

وفي تفاصيل هذه الجريمة أنّ «م. إ.»، الذي تعود أصوله وأصول عائلته إلى بلدة فنيدق في عكّار، أقدم بسبب إشكال عائلي على إطلاق النّار غضباً من سلاح فردي كان بحوزته في الهواء، فأصابت إحدى الرصاصات شقيقته الصغرى ذات العشر سنوات، ما جعلها تفارق الحياة على الفور.

ما حصل لاحقاً من تطوّرات تضاربت المعلومات حولها. إذ أشارت بعضها إلى أنّ والد «م. إ.» وبعدما وجد ما حصل في منزله أمام عينيه، انتزع المسدس من يدي إبنه وأطلق عليه النّار فقتله على الفور، خصوصاً بعد ذيوع صيت نجله في المنطقة عن مشاكله العديدة مع أفراد عائلته بسبب تعاطيه المخدرات التي أوقف ودخل السّجن بسببها أكثر من مرّة.

لكنّ معلومات أخرى أشارت بعد إنكار أفراد عائلته أن يكون والده هو من أطلق النّار عليه وقتله، إلى أنّ «م. إ.» الذي لم يتحمّل مشهد مقتل أخته أمامه بسببه، قام بإطلاق النّار على نفسه فتوفي على الفور.