في الشق الآخر من «الحصانة» ضد الفيروس، يمكن الركون إلى الأرقام الواردة في عدّاد كورونا. إذ تستقر أعداد المصابين اليوم تحت عتبة الألف. تضاف إلى ذلك نسبة إيجابية الفحوص التي تراجعت من 9% إلى 7%، وتراجع نسبة شاغلي الغرف في المستشفيات إلى نحو 385 مصاباً، منهم نحو 180 في غرف العناية الفائقة.
لبنان وصل إلى نسبة 50 إلى 60% من المناعة المجتمعيّة
أما في ما يخص عدّاد الوفيات الذي يتّجه صعوداً، فتشير مصادر وزارة الصحة إلى أن معظم الوفيات، كما معظم الذين احتاجوا ويحتاجون إلى الاستشفاء، هم من الفئات العمرية التي لم تتلقّ لقاحات أو ممن رفضوا أخذ لقاحاتهم. وهذا يعني أن «اللقاح يحمي، ولو بنسبٍ معينة»، وفق بدران. ويلفت حيدر، في السياق، إلى أن 70 إلى 80% من الضحايا، هم ممن يتخطّون السبعين عاماً، والبقية بعضهم في الثلاثين والعشرين من العمر. وما يجمع هؤلاء هو أنهم «إما لم يتلقّوا اللقاحات، وإما أنهم يعانون في غالبيّتهم من أمراضٍ مزمنة ومستعصية، بحيث إن الموت لم يكن من أثر الفيروس مباشرة، وإنما لأن الفيروس ضاعف مخاطر أمراضهم».
قبل شهرٍ ونصف شهر، كان بالإمكان الحديث عن ذروة، مع وصول عدد الإصابات إلى نحو 1500 منتصف تموز الماضي. غير أن الأمور عادت إلى الاعتدال، مع انخفاض الأعداد إلى ما دون الألف. وبما أن ضبط الذروة للوصول إلى برّ الأمان يحتاج إلى «ما يقرب من 7 إلى 9 أسابيع»، على ما يقول حيدر، فهذا يعني أن ثمّة أسبوعين إلى ثلاثة حاسمة للبناء على الشيء مقتضاه.
غير أن هذا المسار قد يكون مهدّداً في لحظة ما، وتحديداً مع العودة إلى المدارس التي لا تزال غير آمنة. وفي هذا السياق، يلفت بدران إلى أن السؤال المؤرق اليوم هو: هل سترتفع الإصابات ضمن الفئة العمرية ما دون الـ 16 عاماً؟ وهل تكون المدارس القنبلة الموقوتة التي تعيد تفجير الوضع الصحي وترسم مساراً جديداً لمسار الفيروس في البلاد؟