أدخلت الطفلة زهراء طليس (9 سنوات) إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في منطقة دورس ــ بعلبك، ‏بحالة طارئة، بعدما لسعها عقرب قرب منزلها، قرابة منتصف ليل أول من أمس بينما كانت تلعب.
توفيت زهراء منذ ساعات قليلة بعدما تعذّر تأمين حقنة antivenom، وهو الترياق المضادّ للسمّ، في المستشفى ولا في مستشفيات المنطقة وباقي المناطق اللبنانية ولا حتى صيدلياتها أو شركات الأدوية في بلد المؤسسات.

عمّم أهل الفتاة اسم الحقنة ليل أول من أمس على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحرك وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الذي استطاع تأمين خمس حقن من قوات الطوارئ الدولية، بالإضافة إلى خمس حقن استقدمها حزب الله من سوريا.

فجر أمس، كانت الحقن قد توفرت، إلا أن الاطباء، بحسب ما يؤكد أقارب الطفلة في حديث إلى «الأخبار»، قالوا إن اللسعة في اليد اليمنى ساعدت على انتشار السم سريعاً في جسد الطفلة الهزيل (وزنها نحو 20 كيلوغراماً) وتملّك بالأعضاء الحيويّة (الدماغ والكلى والرئتين). وهي كانت تستيقظ حيناً وتغيب عن الوعي مرات عدة.

توفرت الحقن، لكن زهراء لم تعد قادرة على المقاومة. أغمضت عينيها ورحلت مع طفولتها تاركة في القلب غصة لدى والديها وأقاربها. أما الغصة الأكبر فهي لدى المواطنين اللبنانيين الذين يعيشون في بلد لا وجود فيه لحقن تقي سم عقرب!

على اللبنانيين أن يتنبّهوا من لسعات العقارب لأن ترياقها غير موجود في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر طبية أن الحقنة الواحدة من الترياق يمكن أن تجزأ الى عشرات الجرعات التي قد توزع على سائر المستشفيات والمستوصفات الطبية.