دفعت طوابير الذل أمام محطات المحروقات في المناطق الجنوبية، بالعديد من المواطنين إلى التوجه إلى خارج الجنوب لتعبئة سياراتهم تفادياً للاشكالات.
مرّ على حادثة وفاة فاطمة قبيسي وبناتها الأربعة وقريبهم حسين زين قرابة الشهر. وهم قضوا جرّاء اصطدام شاحنة بعدد من السيارات على أوتوستراد الناعمة عند محطة كورال، التي قصدوها آنذاك لتعبئة السيارة بالبنزين، فكانت الضريبة ستة نعوش ومراسم دفن جماعيّة ومواقف مستنكرة.

وفي هذه الأثناء، تستمرّ رحلات الموت اليومية من مناطق الجنوب باتجاه محطات المحروقات المنتشرة على أوتوستراد صيدا بيروت، ولا يبدو أنها ستتوقف، بسبب الاحتكار الذي يمارسه أكثر من 70 في المئة من أصحاب محطات المحروقات، الذين يتفننون في إذلال المواطنين في طوابير الاستجداء، ويدفعون بهم باتجاه رحلات الموت المجانية هذه.

آخر الضحايا كان محمود دلباني البالغ من العمر 27 عاماً، من بلدة المساكن الشعبية شرق مدينة صور، التي يتواجد في محيطها عشرات محطات المحروقات. وكما فعل مرات عدة من قبل بهدف تعبئة سيارته، قطع دلباني مسافة 50 كيلومتراً فجر اليوم مع صديقه، وأوقف سيارته أمام إحدى محطات المحروقات في الناعمة بانتظار نصيبه من بالبنزين، آملاَ بالعودة باكراً إلى منزله «مظفراً» بما حققه.

غير أن رحلته هذه كانت الأخيرة، بعدما دفع ثمنها حياته جرّاء اجتياح شاحنة لعدد من السيارات، وإصابة ثلاث مواطنين آخرين بجروح خطيرة. ومن المقرر تشييع دلباني عند الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم.


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا