لا ضمانة بعد الآن عند إرسال الصهاريج المحمّلة بالبنزين إلى الجنوب، من قبل الشركات المستوردة والموزّعة. وقد التزمت الشركات بهذا القرار غير الرسمي منذ حادثة مصادرة صهريج لإحدى الشركات قبل أيام في صور.
وبحسب مصادر متابعة، فرضت الشركات على صاحب المحطة تحمّل مسؤولية وسلامة إرسال صهاريج خاصة لا تحمل اسم الشركة، للحصول على مادة البنزين أو المازوت. وهذا ما أبلغته الشركات المستوردة للنفط لأصحاب محطات المحروقات في الجنوب أيضاً.

في الواقع، يبدو أن الشركات المستوردة والموزّعة للمحروقات استغلّت تصرّف بعض الشبان الغاضبين يوم الخميس الفائت بسبب نفاد مادة المازوت من المولدات الخاصة، وتمنّعت عن إرسال الصهاريج إلى الجنوب. وكان شبان قد أقدموا على مصادرة صهريج كان يمرّ في منطقة دوار البص، «اعتقدوا أنه محمّل بمادة المازوت»، وأجبروا السائق على التوجه به إلى منطقة المعشوق شرق مدينة صور، ليملأوا به خزانات المولدات الخاصة. غير أنه تبيّن لاحقاً بأنه محمل بالبنزين، فما لبثوا أن أفرجوا عنه بمؤازرة القوى الأمنية.

وقد انعكس تصرّف الشركات على مخزون البنزين في محطات المحروقات، التي تعاني أساساً من ضعف في تلبية حاجة السوق. كما زاد من تهافت المواطنين على تعبئة السيارات والاصطفاف في الطوابير أمام المحطات. وفي المقابل، أعاد تنشيط «غالون السوق السوداء»، حيث وصل سعر 8 ليترات إلى 150 ألف ليرة.

كذلك، أشعل الشحّ في مادتَي المازوت والبنزين في الجنوب حركة الاحتجاجات المتنقّلة. ولن يكون أحدهم قادراً على لجم الأمور خلال عطلة عيد الأضحى، ولا سيما داخل مدينة صور وضواحيها. ولم يكتف المحتجون منذ الخميس الفائت بقطع الطرقات وإشعال الإطارات، بل وصلوا إلى الكورنيش الجنوبي وأرغموا أصحاب المقاهي والمطاعم المضاءة، للمرة الثانية، على الإقفال أسوة بما يعانيه أبناء المدينة من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وإطفاء المولدات الخاصة.

وبحسب مصدر متابع، يُنذر الوضع بالأسوأ، في حال لم يتدارك القيّمون على المدينة حجم الأزمة وتداعياتها، بعدما كانت منطقة صور ذات الطابع السياحي لفترة طويلة، بمنأى عن ظاهرة الاحتجاجات العنفية!


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا