بين 15 آذار و22 حزيران، تغيّرت مرتين شروط اختيار مسؤول فني لمركز الموارد في دار المعلمين والمعلمات في صيدا، التابع للمركز التربوي للبحوث والإنماء. في المرة الأولى، اشترط الإعلان عن إجراء مباراة محصورة لاختيار مسؤول فني أن يكون المرشح من المدربين العاملين حالياً في إطار مشروع التدريب المستمر، ويملك خبرة لا تقلّ عن 10 سنوات. وفي المرة الثانية، انخفضت المدة إلى 5 سنوات.الخفض «الفاقع» للشرط بات هدفه واضحاً لجهة تفصيل المنصب على قياس أستاذ الكيمياء في التعليم الثانوي الرسمي جيسكار ديب، المنتسب إلى التيار الوطني الحر، والمدعوم من رئيسة لجنة التربية النيابية ونائبة صيدا بهية الحريري، والذي لديه 6 سنوات ونصف سنة خبرة في التدريب، ولا يستوفي شرط السنوات العشر. يذكر أن ديب مقرّب من مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا خوري، المقرّبة بدورها من وزير التربية طارق المجذوب. وكان الوزير ألحق ديب، في وقت سابق، بمكتبه في الوزارة، بعدما كان ملحقاً بمكتب الإرشاد والتوجيه في صيدا، في استباحة للقانون، وفي تجاوز صريح للحالات المنصوص عليها في المادة 49 من المرسوم الاشتراعي 112 بتاريخ 12/6/1959 (نظام الموظفين)، وجاء فيها «في ما عدا حالات الأصالة والوكالة والانتداب، لا تعتبر قانونية أي حالة أخرى للموظفين العامين، كالوضع تحت تصرف الوزير أو إدارة ما...».
«الحسومات» في المعايير مرّت بـ7 سنوات خبرة حين أعلن المركز التربوي في 17 أيار عن مباراة مركزي بعلبك وزحلة للمنصب نفسه. يومها، عزا رئيس المركز بالتكليف جورج نهرا تخفيف الشروط إلى أنه لم يتقدم أحد من الأساتذة للمنصب، وأنه سيصدر إعلان مشابه لمركز صيدا على قاعدة توحيد المعايير.
لكن ما حصل أن الشرط في صيدا انخفض مرة واحدة من 10 سنوات إلى 5 سنوات ولم يمر بـ7 سنوات. أمس، حاولت «الأخبار» التواصل مع نهرا وسؤاله عن أسباب تعديل شرط الخبرة للمرة الثانية، وهل سينطبق شرط الـ5 سنوات على مركزي بعلبك وزحلة، من دون أن تُوفَّق في الحصول على جواب.