في إطار عملياتها المستمرة لمكافحة تهريب الأشخاص عبر البحر، تمكّنت قوة من الجيش اللبناني، من توقيف مركب بحريّ على متنه 60 شخصاً، حاولوا الإبحار ليلاً نحو قبرص. هي ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يلجأ فيها عشرات الأشخاص إلى البحث عبر البحر عن وجهة سفر بعيدة عن لبنان، وغالباً ما تكون هذه الوجهة جزيرة قبرص القريبة، حيث باتت تنشط عصابات تهريب البشر على طول الشاطئ اللبناني، وخصوصاً في طرابلس وعكار. وتعيد الحوادث المشابهة إلى الذاكرة، المأساة التي أصابت قرابة 50 شخصاً من طرابلس منذ ستة أشهر، كانوا قد أبحروا عبر ما عُرف حينها بـ«عبّارة الموت»، والتي تعطّلت داخل المياه الإقليمية وبقي من على متنها لقرابة الأسبوعين دون مياه أو طعام، إلى أن تمكّنت البحرية اللبنانية بالتعاون مع قوات اليونيفل من إنقاذهم.
وتمكّنت رادارات من البحرية اللبنانية، السبت، من رصد مركب محمّل بالأشخاص مقابل عكار، وبحسب البيان الصادر عن قيادة الجيش، فإنه و«بتاريخ 09/05/2021، أوقفت وحدة من القوات البحرية مركباً رصدته الرادارات على مسافة 10 أميال بحرية قبالة شاطئ طرابلس، وذلك أثناء محاولة تهريب 60 شخصاً (59 من التابعية السورية إضافة إلى لبناني واحد) عبر المياه الإقليمية اللبنانية».
معلومات خاصة كشفت لـ«الأخبار»، أن مركباً لا يتعدّى طوله عشرة أمتار، وكان على متنه ما يزيد عن 60 شخصاً، رُصد قبالة شاطئ عكار (منطقة الشيخ زناد)، حيث انطلق ليلاً باتجاه قبرص. وتضيف المصادر: «أن المركب ذات النوعية الرديئة، كان يعاني من مشاكل ميكانيكية، وكان معرّضاً بأي لحظة للتوقف في المياه، وهو ما جنّب هؤلاء المهاجرين كارثة كادت أن تودي بحياة جميع من كان موجوداً على متن المركب!»
وتتابع المصادر: «بحسب التحقيقات التي تجريها قيادة الجيش، فإنه حتى الساعة، لم يتم التعرّف إلى صاحب المركب، ولا عن المبالغ التي دُفعت، والتي يرجّح أنها تخطّت العشرة ملايين ليرة عن كل شخص، ولا إلى من دفعت؟». وعُلم أن معظم من كان على متن المركب لا يملكون أوراقاً ثبوتية أو حتى أوراقاً قانونية تمكّنهم من السفر، وفي ظل الوضع الحالي وتوقّف معظم الرحلات والمطارات، وجد هؤلاء أن بابهم الوحيد للهروب من لبنان هو اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية عبر البحر. ومما لا شك فيه، أن مسلسل الهروب والعبّارات وتهريب الأشخاص لن يتوقف، بل هو معرّض للازدياد مع الأيام والأسابيع المقبلة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا