أطلقت جمعية «نحن» في برج حمّود، المرحلة الثانية من مشروع «استثمار المساحات المهمَلة»، بعد أن شملت مرحلته الأولى طريق الجديدة. ويهدف المشروع إلى استخدام الفنّ للتغيير في المناطق المهمّشة وتحويلها إلى فضاء فني عام، على يد أبناء الأحياء نفسها، بحسب رئيس الجمعية محمد أيوب.
في شارع السكة في برج حمود، أشرف الفنان المصري سامح الحلواني، على ورشة رسم الجدران، ناقلاً تجربته من شوارع مصر. وفي هذا الإطار، رأى الحلواني أن «وجود الفن في منطقة ما، يحفّز على البحث عن فرص حياة أفضل، ويحدث نوعاً من التأثير غير المباشر في حياة الناس، ويؤدي إلى نشاط تجاري في المنطقة. الدنيا تتحرّك بالفن. وهذا يعني بوضوح أننا طوّرنا المنطقة».

طريق الجديدة (الأخبار)


برج حمّود (الأخبار)

فرص نجاح مشروع من هذا النوع تحتاج أولاً، إلى قبول الناس واحتضانهم. وبحسب الحلواني، الناس يحبّون الفن ويعرفون أهميته، «والدليل أنه حتى في البيوت الأكثر فقراً، نجد لوحات معلقة للطبيعة مثلاً أو الفاكهة...»، عدا أنه «عندما رآنا الناس نعمل، صاروا يأتون إلينا ويدعوننا للرسم في أحيائهم». ويتوقع أيوب أن يتجاوب أصحاب الأماكن المهمَلة مع مشروع الجمعية، لاستثمار المزيد من المساحات، وأن يسمحوا للشباب بتحويل «الإهمال إلى فنّ».

خلال عملها على الأرض في برج حمّود، لاحظت الفنّانة التشكيلية المشاركة في المشروع، مارال مانيس، حماسة الأطفال، وحبهم للخط والتلوين والرسم. كذلك نساء المنطقة، اللواتي، وأثناء ورش العمل التي سبقت البدء بتنفيذ الرسوم، كنّ يطلبن من مانيس رسوماً من الطبيعة والأزهار تُشعرهن بالفرح والراحة، لأن عدداً كبيراً منهن نزحن من القرى، ويحتَجن إلى المشاهد الطبيعية، «لذلك، مزجتُ أسلوبي التجريدي مع أفكارهن الواقعية، لنرسم على الحائط الذي يبلغ عرضه 13 متراً، وحرصتُ على جمع رموز المنطقة الحِرفية وسكة القطار». وترى مانيس أنّ هدف هذا المشروع ليس فنياً فحسب، «هدفي أن أرى البسمة على الوجوه، وأن تفتخر النساء بحيّهن. والأهم أن الأطفال تعرّفوا، بعضهم إلى بعض وصاروا أصدقاء، بسبب ورش العمل والرسم».

وإن كانت ورش العمل وتنفيذ الرسوم في برج حمّود، جرت أساساً مع النساء والأطفال، فورش العمل في طريق الجديدة استهدفت فئة الشباب، وركّزت على اكتشاف مواهبهم وقدراتهم، وتدريبهم إلى جانب الرسم، على العمل في فريق، والسعي في خدمة المجتمع. ومن المشاركين في المشروع، أحمد حليمة، الذي نفّذ مع الفريق الرسوم على جداريْن في المنطقة. وقال أحمد، إنه «في البداية، كنا خائفين من ألّا تكون الرسوم التي سنرسمها جميلة، لكن بالمساعدة، أعطَينا إبداعاً من القلب».

وقد حرص فريق العمل على شراء كلّ المستلزمات من محالّ طريق الجديدة، «لدعم محالّ المنطقة».

ومن جهتهم، فوجئ الرسامون بالأهالي الذين واكبوا جلسات الرسم وقدّموا أفكاراً واقتراحات. وتقول لين بواب، ابنة طريق الجديدة التي شاركت في مشروع الجمعية: «أفرحني المشروع في منطقتي، المنطقة التي أراها نسبياً مهمَلة بسبب كل ما له علاقة بالسياسة، بالإضافة إلى الصورة السلبية غير الصحيحة التي تُلصق بها. شعرت بالأمل للتغيير، ولترك بصمة إيجابية في المنطقة التي تحتضننا جميعاً. هذه منطقتنا ونحن مسؤولون عنها».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا