بالتوازي مع الغضب الشديد المخيّم على ذوي الضحية كريم محمود محي الدين (33 عاماً) الذي لقي حتفه في إشكال وقع أمس في محلة الخنّاق بمنطقة باب الرمل بطرابلس، سلّم ثلاثة أشخاص، من مفتعلي الإشكال، أنفسهم إلى فرع المعلومات الذي باشر التحقيقات.
وفيما رفض أهل الضحية الحديث عن الموضوع، وتركوا للأجهزة الأمنية «معالجته والاقتصاص من القاتل»، بحسب أحدهم، تداولت مصادر أمنية وشهود عيان مزيداً من التفاصيل حول أسباب اندلاع الإشكال الذي حدث بسبب خلاف على أفضلية توزيع حصص غذائية لمحتاجين وفقراء في مركز تابع لإحدى الجمعيات.

وكشفت المعلومات أن أحد المتسبّبين في الإشكال حضر إلى مركز توزيع المساعدات من أجل الحصول على حصّة غذائية، وسارع، بعد وقت قصير، إلى الاستعانة بشبان للحصول على حصة غذائية بعدما استاء من رفض مشرفي التوزيع إعطاءه حصة بسبب عدم امتلاكه قسيمة مخصّصة لذلك.

وشهر أحد الحاضرين سلاحاً حربياً وأطلق النار نحو المركز بعدما حصل تلاسن وتبادل لكمات وتضارب عقب وصولهم، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص، من بينهم محي الدين الذي توفي متأثراً بجراحه، وجريحان آخران نقلا إلى أحد مستشفيات طرابلس لتلقّي العلاج. وفقاً للمعلومات، يعمل مطلق النار في أحد محال تصليح السيّارات في المنطقة، أما الشاب الآخر الذي رافقه فهو أ. ش. من التابعية السّورية.

ويُذكر أنّ محي الدين لقي حتفه من غير أن يكون له أي علاقة بالإشكال، إذ كان موجوداً في مركز توزيع الحصص من أجل مساعدة شقيقه المشرف في الجمعية، الذي تربطه صلة قرابة بمؤسّس الجمعية، محمد سلطان، المغترب المقيم في أستراليا، والذي يقوم سنوياً بتقديم مساعدات وحصص غذائية إلى أهالي المنطقة.