في أول أيام شهر رمضان، اختلف مشهد الحلويات في صيدا القديمة. البسطات التي ينصبها الباعة مؤقتاً في هذا الشهر، التي كانت فرصة الفقراء ومعدومي الحال لتذوّق حلو رمضان، تراجع عددها بسبب ارتفاع كلفة البضاعة.المواد الأولية التي تُصنع منها الحلويات الرمضانية زاد سعرها المرتبط بالدولار، ولا سيما مشتقات الحليب والسكر والمكسّرات والطحين.
كان فقراء الحال يكتفون بكيلو واحد من القطايف مع حشوة القشطة، وكان سعرها لا يزيد عن العشرة آلاف ليرة. مع ارتفاع الأسعار، صار سعر كيلو القطايف السادة عشرة آلاف ليرة. فيما حشوة القشطة صار معدل سعر الكيلو منها 20 ألف ليرة.
الزيادة طاولت سائر الحلويات التي تُعدّ شعبية وتباع على البسطات ولدى الباعة المتجوّلين. المدلوقة والمفروكة والعثملية وحلاوة الجبن والشعيبيات....، طارت أسعارها من حوالى 12 ألفاً للدزينة أو الكيلو الواحد، إلى 35 ألف ليرة.
في محل «سيفو» في ساحة باب السراي، أبرزت السيدة تسعة آلاف ليرة لشراء شعيبيات. كانت تريد دزينة، لكن تنبهت إلى أنها لا تملك سعرها. «مش عاملة حسابي» قالت للموظفة. الأخيرة أشارت إلى أن طريقة الشراء اختلفت هذا العام. «صار الزبون يطلب بالحبة وليس بالدزينة».


أحد الحلونجية قرّر كسر «مذاق المر الذي تسببت به حلويات رمضان هذا العام بين الفقراء. حيث تحصر المحالّ صناعتها بها فقط»، وامتنع عن صناعة حلويات القشطة والقطر والمكسرات، وتوجه إلى صناعة المعمول المحشوّ بالتمر، الذي هو بمتناول الفقراء الذين يرغبون بالتحلي بعد الإفطار.
واللافت بأن الحلونجية يحسبون خلال تسعير البضائع، كلفة النايلون الذي يغطّون به بضاعتهم والأوعية التي يعرضونها فوقها.


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا