خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اليوم، كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن تلقّيه تقريراً عن وجود مواد كيميائية خطرة موجودة في مستودعات منشآت النفط في الزهراني. واستند إلى تقرير أعدّته الشركة الألمانية «COMBILIFT».
وبحسب التقرير، فإن خبراء من الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية كشفوا على تلك المواد وتبيّن أنها «مواد نووية عالية النقاوة، ويشكّل وجودها خطراً». ولفت دياب إلى أن هناك «إجراءً سريعاً جداً للتعامل معه بأقصى درجات الاستنفار». وفي الإطار نفسه، كلّف المجلس الأعلى للدفاع وزير الطاقة والمياه ريمون غجر باتخاذ الإجراءات اللازمة.


وعلمت «الأخبار» أن المواد عبارة عن «ستّ عبوات صغيرة من المواد النووية المشعة موجودة في المنشآت منذ العام 1950 أثناء إدارة شركة أميركية المصفاة، ولم يكن هناك أي معاهدة دولية تمنع دخولها»، وفق مصادر إدارة المنشآت. ولفتت المصادر إلى أنها «راسلت في 15 آذار كلاً من مجلس البحوث العلمية والهيئة اللبنانية للطاقة الذرية للتنسيق حول رفعها من المنشآت إلى مختبرات الهيئة، وإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن المنشآت لا تستطيع حفظ هذه المواد».


تجدر الإشارة إلى أن التحقّق من احتمال وجود مواد خطرة في الإدارات العامة جار منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي. فقد أوضحت مصادر معنية أن المجلس الأعلى للدفاع طلب من الأمانة العامة لمجلس الوزراء تكليف النيابة العامة التمييزية مراسلة الإدارات الرسمية كافة للتحقق من وجود مواد خطرة قابلة للانفجار تفادياً لما حصل في المرفأ.

وبنتيجة التكليف، قامت الإدارات بإبراز تقرير بمختلف ما لديها من مواد كيميائية إلى مولدات كهربائية.... ولغاية نقل المواد الخطرة التي وجدت في مرفأ بيروت، كلّف مجلس الوزراء الشركة الألمانية نقلها إلى ألمانيا مقابل عقد بملايين الدولارات. التكليف تطوّر لاحقاً ليشمل الإدارات الرسمية الأخرى. وفي هذا الإطار، كلّفت «COMBILIFT» بنقل المواد التي وجدت في الزهراني.

مدير منشآت الزهراني ينفي أن تكون المواد خطرة: تنفيعة؟
ونفى المدير العام لمنشآت الزهراني زياد الزين، في حديث إلى «الأخبار»، أن تكون المواد النووية الموجودة في المنشآت خطرة أو قابلة للاشتعال.

واستغرب الضجة التي أثيرت في المجلس الأعلى للدفاع، معتبراً أنها «بثّت الخوف غير المبرر». ولفت إلى أنه سيصدر بعد قليل بياناً مفصّلاً لشرح طبيعة المواد وآلية تخزينها.

وفي الإطار نفسه، نفى مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بلال نصولي، في حديث صحافي، خطورة المواد، مستغرباً «كيف أدرج وزير الطاقة والمياه ريمون غجر البند على جدول أعمال المجلس الأعلى للدفاع».

وفي كتاب صادر عن المديرية العامة للنفط بتاريخ اليوم موجّه إلى غجر، ورد أن المواد «تتفاوت درجة خطورتها بين متوسط الخطورة والشديد الخطورة». وتم إرسال عرض لنقلها من قبل الشركة الألمانية COMBILIFT لنقلها بقيمة 3 ملايين و337 ألف دولار أميركي!

وينقل الكتاب عن إدارة منشآت النفط في الزهراني أنها «بدأت بوضع المواد في مستوعبات خاصة لضمان عدم تسرّبها بانتظار ترحيلها».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا