للمرة الأولى منذ عقدين، بقيت نتائج انتخابات الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية المقررة اليوم أسيرة مفاجآت ربع الساعة الأخير ولم تحسم سلفاً لـ«ائتلاف» أحزاب السلطة. انخراط مجموعة «جامعيون مستقلون من أجل الوطن» كطرف ثان في المعركة «خربط» مشاورات القوى الساعية إلى الائتلاف في جو تحاصصي طائفي ومذهبي، فيما واجهت «التركيبة» الحزبية نفسها ما سمّته «مأزق الميثاقية»، مع انكفاء حزب القوات اللبنانية عن ترشيح أساتذة لعضوية الهيئة، وانسحاب التيار الوطني الحر عشية الاستحقاق تحت عنوان «الفشل في إشراك جميع المكونات وغياب التعددية والتنوع». هذا المشهد ترك أكثر من علامة استفهام لجهة ما إذا كان إعطاء الحرية للناخبين المسيحيين سيكون عاملاً لحسم المعركة في هذا الاتجاه أو ذاك. وهل سيستغل كغطاء للتشطيب داخل اللوائح؟ورغم الضبابية التي لفّت أجواء الاستعدادات الانتخابية، أبدت مجموعة «المستقلين» ارتياحها للمشهد، باعتبار أن «صفوفنا متراصة جداً»، على ما قال الرئيس السابق للهيئة التنفيذية للرابطة النقابي يوسف ضاهر. وبينما أوحى إبقاء اللوائح غير مكتملة بأنه سيكون هناك تنسيق من تحت الطاولة بين اللائحتين الأساسيتين، أشار ضاهر إلى أن «مجموعتنا تخوض الانتخابات بلائحة غير مكتملة من 13 مرشحاً تحت شعار أننا لسنا إقصائيين ولا نريد لوائح مقفلة»، علماً بأن المرشحين «المستقلين» كانوا 14 قبل أن ينسحب المرشح دانيال القطريب من اللائحة ويعلن انضمامه إلى لائحة الأحزاب غير المكتملة أيضاً. وفيما تردّد أن استقطاب القطريب يندرج في إطار معالجة «خلل الميثاقية» في اللائحة الحزبية، أوضح القطريب لـ«الأخبار» أنه «مستقل وليس حزبياً وأن لديه صداقات مع جميع الأساتذة، وأنه شعر بأنه سيخدم الجامعة أكثر من خلال لائحة الأحزاب».
توزيع طائفي ومذهبي وسياسي للمرشحين في لائحة الأحزاب


في المقابل، رأى ضاهر أن «المستقلين يخوضون تجربة ديناميكية جديدة تكسر النهج التحاصصي السابق وتؤسس لنهج جديد، لكون اللائحة لم تؤلف وفق المعايير الطائفية، فيما نصف أعضائها من النساء».
وإذا كان هناك اختلاف في الرؤية وسقف الخطاب بين مجموعة «جامعيون مستقلون» ومجموعة «من أجل جامعة وطنية مستقلة ومنتجة»، فثمة تقاطع على البرنامج والطروحات. فالمجموعة الثانية لم تقدم مرشحين، إنما دعت إلى «الاقتراع في وجه النهج السلطوي الذي كرّس في الجامعة وطوال عقود الزبائنية والاستزلام والتحاصص والتوازن الطائفي الذي نرفضه».
أما لائحة «ائتلاف» الأحزاب فضمت 4 مرشحين شيعة (مرشحان لكل من حزب الله وحركة أمل) و4 مرشحين سنّة (3 مرشحين لتيار المستقبل ومرشح واحد لتيار العزم) ومرشح درزي واحد للحزب التقدمي الاشتراكي، ومرشحَين مسيحيَّين. يذكر أن 159 مندوباً سيختارون اليوم 15 عضواً للهيئة التنفيذية للرابطة. ومع تكريس بدعة المداورة الطائفية في رئاسة الهيئة التنفيذية، فإن الرئاسة هذه المرة ستكون من نصيب المسلمين. وتردد أن الدكتور عامر الحلواني هو مرشح تيار المستقبل للرئاسة، قبل إجراء الانتخابات. أما لائحة المستقلين فلم تحدد هوية الرئيس سلفاً، كما قال ضاهر، وهي غير معنية بالمداورة في الطوائف، فيما لو حالفها الحظ للفوز بالاستحقاق.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا