بقدر ما يقلّل البعض من أهمية البنج، إلا أنه بالنسبة إلى أطباء الأسنان يكاد يرتبط بكل شيء في عياداتهم. ولئن كان هؤلاء مضطرين لشراء تلك المواد بالأسعار التي يفرضها أصحاب المستودعات، إلا أن أسعار بعض الأصناف باتت «مهولة»، على ما تقول إحدى الطبيبات. وتعطي مثالاً عن أحد المنتجات «orabloc» الذي تسعّره وزارة الصحة العامة بـ23 ألفاً و800 ليرة، فيما يباع لأطباء الأسنان بنحو 120 ألفاً. وتضيف الطبيبة أن المستودع الذي يوجد لديه هذا المنتج «يجبرنا في بعض الأحيان على شراء أشياء أخرى معه مثل الكفوف أو المطهّرات... أي شيء».
في هذا الإطار، تشير نقيبة أطباء الأسنان في الشمال، رولا ديب، إلى «الغبن الذي يعانيه طبيب الأسنان مع أصحاب المستودعات»، مؤكدة أن «بعض الأطباء شكوا لدى النقابة من بيعهم بعض المنتجات بأسعار عالية ومن دون فواتير». ديب نقلت الشكوى إلى وزارة الصحة، خصوصاً أن بعض المستحضرات والمواد «ولا سيّما الأوروبية منها أسعارها تفوق ما هو متعارف عليه»، علماً أن هذه المنتجات والمستلزمات تُستورد على أساس الآلية التي وضعها مصرف لبنان (يؤمّن «المركزي» تمويلها بـ 85% من أسعارها وفق سعر الصرف الرسمي)، إلا أن أصحاب المستودعات «يتذرّعون بما يدفعونه على أساس سعر صرف السوق السوداء». ورغم المحاولات مع هؤلاء «إلا أنّ شيئاً لم يتغير».
أسعار الـ«بنج» الخيالية زادت بين ثلاثة وخمسة أضعاف
أخيراً، اتخذت وزارة الصحة العامة قراراً يقضي ببيع هذه المعدات والمنتجات للصيادلة، على أساس ما ينص عليه القانون، على أن يأخذها أطباء الأسنان من الصيادلة. إلا أنه إلى الآن، لم يُطبق هذا القرار.
شكوى أطباء الأسنان لم تتحول عامة إلى الآن، إذ لا يزال الرهان على ما يمكن أن تتخذه الوزارة في هذا الإطار... وعلى «تحسّس أصحاب المستودعات، يعني بدهن يربحوا يكون الربح معقول»، على ما تقول ديب. لكنّ ذلك لم يمنع كثيراً من الأطباء الأسنان من الانسحاب من المشهد، إذ يتزايد إقفال العيادات وتتزايد معه أعداد الأطباء الطالبين لـ«إفادات ترك» تمهيداً للرحيل. وفي هذا الإطار، تُقدر ديب أعداد الذين طلبوا إفادات من النقابة حتى اليوم بنحو 25% من الأطباء في الشمال.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا