لم تمهل «كورونا» الأستاذ المتقاعد من كلية التكنولوجيا في الجامعة اللبنانية، علي المعوش، ليطمئن إلى معاش تقاعدي يمسح غبار تعب 13 عاماً قضاها في الجامعة. على عجل، رحل ابن الـ65 عاماً تاركاً زوجة وأربعة أبناء، فتاة في عمر المدرسة وثلاثة شبان لا يزالون يتابعون دراستهم الجامعية. الموت المباغت ترك غصة لدى العائلة، إذ، بحسب شقيقته سلام، لم يكن يشكو من أيّ مرض مزمن. لكن ساعاته الأخيرة حملت معاناة لجهة تأمين إبر للعلاج جهدت أسرته للحصول عليها من وزارة الصحة، وهي غير متوافرة في الصيدليات، إلى أن جرى تأمينها بسعر مكلف من السوق السوداء بعد فوات الأوان.بقي المعوش مهجوساً بحقوقه حتى عشية إصابته بالفيروس. قبل نحو أسبوعين من وفاته، حضر إلى رابطة الأساتذة المتفرّغين ليسأل عن مصير تأخير إقرار ملف الدخول في الملاك والذي حال دون حصوله على الراتب التقاعدي، شأنه شأن 60 أستاذاً متفرغاً تقاعدوا عام 2019.
الرابطة نعت المعوش «الذي رحل مظلوماً محروماً من معاشه التقاعدي وضمانه الصحي». رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة يوسف ضاهر قال إن «هذه المظلومية الجديدة برسم الدولة التي أغلقت أبوابها في وجه المعوش ورفاقه».
وكان الأساتذة المتفرغون المعنيون اشتبكوا مع إجراء كسر، لسبب ما، عرفاً ساد لعشرات السنوات في الجامعة، وهو أن الأستاذ المتفرّغ يدخل تلقائياً ملاك الجامعة إذا تقاعد، بما يعنيه ذلك استحقاقه للمعاش التقاعدي أو التعويض (بحسب اختياره)، واستمرار الاستفادة من صندوق التعاضد المعني بالتقديمات الصحية والاجتماعية.
إلا أن مجلس الوزراء حجز الرواتب التقاعدية وتعويضات نهاية الخدمة، في حين أن مجلس إدارة صندوق التعاضد لم يشطب، في إجراء داخلي، أسماء الأساتذة من الجدول، باعتبار أنّ من يستفيد من تقديمات الصندوق هم أساتذة الملاك فقط، ولكن يمكن أن تُشطب الأسماء في أي لحظة.
وكانت إدارة الجامعة قامت، بحسب تصريح سابق لرئيس الجامعة فؤاد أيوب، بكل الإجراءات اللازمة بناءً على اقتراح الكليات وأصحاب العلاقة، و«الملف يأخذ مجراه الطبيعي والروتيني في مجلس الوزراء، والمعاملات تسير بصورة دورية، ولا أعتقد أن هناك أيّ مشكلة في الموضوع، ويمكن مراجعة الأمر إدارياً وليس إعلامياً».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا