مهندس المبيعات في شركة «كرم إلكترونيكس» شربل رامز الحاج يشير إلى أن مبيعات أجهزة الحماية «ارتفعت في الشهرين الماضيين بنحو 30%»، فيما يؤكد مدير شركة «بولاريس» مارون ناصيف نمو الطلب «بنسبة 25% تقريباً». الحاج أوضح أن مجسّات الإنذار تلقى إقبالاً أكثر من الكاميرات، كونها أكثر فعّالية لجهة إخافة اللص ودفعه إلى الهرب. «فالكاميرات، في النهاية، ثابتة ولا تصدر أصواتاً وقد تكون عديمة الفعّالية في حال كان الشخص ملثماً. كما أن أهمية مجسّات الإنذار تكمن في قدرتها على إشعار صاحب المنزل أو المؤسسة، عبر هاتفه الخلوي، بأي عملية دخول غير مشروعة إلى ممتلكاته في حال كان خارج المنزل أو مسافراً».
مبيعات أجهزة الحماية والمراقبة زادت في الشهرين الماضيين بنحو 30%
الحاج وناصيف لفتا إلى أن معظم من يطلبون هذه الخدمات هم «من أصحاب القصور والفلل ومن الميسورين الذين يخبّئون دولارات في منازلهم». والدولار، هنا، هو الكلمة السحرية التي تضمن «راحة البال»، ومن دونه تتعذّر الحماية. فبحسب مدير شركة «سمارت سيكيوريتي» رستم يمق، «الطلب كبير جداً. لكن حين نصل إلى الكلفة تحصل غربلة ويبقى من يملكون الدولارات. فالدفع لدى كلّ الشركات العاملة في هذا المجال يتم نقداً وبالدولار فقط».
تتفاوت كلفة شراء أجهزة الحماية وتركيبها بحسب النوعية وحجم الخدمات التقنية التي ترافقها، وهي قد تُراوح بين مئات عدة من الدولارات وآلاف الدولارات. أما الطلب في لبنان فيتركز في غالبيته على الأجهزة المتوسطة الكلفة التي يُراوح سعرها بين 500 و1000 دولار.
خبراء في هذا «الكار»، يؤكدون أن «الطلب على هذه الأجهزة يتركز في العادة في المناطق الجبلية التي يهجرها سكانها شتاء». لكن اللافت أن الفورة الحالية تأتي من المدن الكبرى التي يُعتبر الأمن فيها عادة ممسوكاً أكثر، ما يشير إلى مخاوف لدى كثيرين من تزايد عمليات السرقة والسطو. أضف إلى ذلك أن «الإقبال الأكبر على شركات الأمن الخاصة اليوم هو من أشخاص يرغبون بتوفير الحماية لمنازلهم أكثر مما هو من أصحاب مؤسسات»، إذ أن «كثيرين من أصحاب الفلل والقصور باتوا يرتابون في النواطير وإمكان تورطهم مع عصابات في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ويفضّلون بالتالي التعامل مع شركات تؤمن عناصر مضمونين ومدربين». وإلى مخاوف السرقة، ساهم انفجار المرفأ وما تبعه من انفجارات متنقلة بسبب تخزين المازوت أو تسرب الغاز، في «زيادة الطلب على أجهزة الحماية والإنذار من قبل مخازن ومؤسسات تخزّن موادَّ زراعية أو كيمياوية قابلة للاشتعال أو الانفجار»، وفقاً لناصيف.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا