وفق أرقام «غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث»، فإن أكثر من 38% من المُصابين بفيروس كورونا في لبنان لا تظهر عليهم عوارض مرض «كوفيد-19» الذي يتسبب به الوباء. في المبدأ، كان يمكن لهذه المعطيات أن يكون لها مدلول مُطمئن، إلى حدّ ما، وفق التصريح «الأولي» الذي نقل عن لسان رئيسة وحدة الأمراض الناشئة والحيوانية المنشأ في منظّمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف، أمس، بشأن «ندرة» انتقال الفيروس من أشخاص لم تظهر عليهم أعراض الإصابة، مشيرة إلى أن تقارير من بلدان مختلفة تقوم بمتابعة مخالطي المرضى وحالات المصابين من دون عوارض والمخالطين لهم، أظهرت أن «الانتقال الثانوي نادر للغاية». هذا التصريح يعكس «طمأنينة» لأنه يعني فرملة حركة انتشار الفيروس طالما أن خطر العدوى محصور بمن تظهر عليهم عوارض، ويكونون حُكماً تحت المراقبة في المُستشفيات أو في العزل المنزلي. كما أنه كان ليشكل دعوة صريحة للتساهل مع إجراءات حجر المصابين الذين لا يعانون من اي عوارض فضلا عن التشجيع على «الانعتاق» من القيود التي فرضها الوباء.إلا أن تصريح فان كيروف أثار تساؤلات جمة في الأوساط الطبية والعالمية، الأمر الذي دفعها إلى توضيح «سوء الفهم»، مشيرة إلى أن الدراسات التي تتبع الحالات غير المصحوبة بالعوارض عددها محدود جدا، «وما كنت أشير إليه هو أن هناك مجموعة أخرى من الأشخاص لا تظهر عليهم الأعراض، لكن يمكن أن يكونوا مصدر عدوى للآخرين»، ولافتة إلى أن 40% من نقل العدوى يمكن أن يتم من حالات إصابة لا تظهر عليها الأعراض. هذا التوضيح /التراجع، يعني عمليا البقاء في دائرة الحذر والتأهب التي رسمها الوباء منذ بدايته خصوصا في ظل استمرار تسجيل إصابات جديدة بالفيروس يومياً.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل 18 إصابة (من المقيمين) من أصل 1564 خضعوا للفحص، ليرتفع إجمالي الإصابات منذ 21 شباط الماضي إلى 1368. في المقابل، وصل عدّاد الشفاء إلى 795 مع ثبات عدد الوفيات عند 30 حالة.
ومع التحضير لاستقبال ثلاثة آلاف وافد ضمن المرحلة الرابعة من عملية إجلاء اللبنانيين الهاربين من الوباء في بلاد الاغتراب، بدءاً من يوم غد، يجري البحث جدّياً في خيار فتح المطار بعد انتهاء هذه العملية في 19 الجاري. وأعلن رئيس الحكومة حسان دياب أن القرار المتعلق بإجراءات إعادة فتح المطار قد يُتخذ في نهاية هذا الأسبوع. وشدّد بعد ترؤسه اجتماعاً للقطاع السياحي على أهمية إعادة وضع لبنان على الخريطة السياحية «في ظل التوازن بين الحماية الصحية والسياحة بهدف إنعاش الاقتصاد»، لافتاً إلى أنه جرى البحث في إمكان فتح المطار «من حيث التوقيت والدول والفترة الزمنية ونسبة الوافدين الخاضعين لفحص الـ pcr وسنعمل على فتح خطوط جوية إلى منطقة الخليج مع التركيز على الدول التي تجري فحوصات الـ pcr على أن نأخذ في الاعتبار إجراءات خاصة لدول أخرى». وكان وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار قد أشار في هذا الصدد إلى إمكانية إعادة فتح المطار في تموز المقبل.
إلى ذلك، انتهت أمس المرحلة السادسة من تنظيم عودة اللبنانيين عبر نقطة العبودية الحدودية البرية الشمالية مع سوريا، بإشراف المُديرية العامة للأمن العام وبمواكبة صحية من وزارة الصحة، على أن تتخذ الإجراءات نفسها التي اتخذت في السابق (إخضاع العائدين لفحوصات الـ pcr وتسجيل أماكن حجرهم الصحي).