لأنّ قرار الفتح التدريجي للمؤسسات والمحالّ يبقى مرتبطاً بمستوى التزام أصحابها بتدابير الوقاية وغيرها، تجهد بعض المؤسسات، وخصوصاً محالّ السوبرماركت والمراكز التجارية، فضلاً عن بعض المؤسسات الكبرى، في استخدام ممرات لرش روادها بمواد تعقيم قبل الدخول إليها. إلا أن عدداً من الأطباء والخبراء الصحيين يُحذّرون من تأثير هذه المواد المعقمة ومن خطورتها التي «تفوق خطورة الإصابة بفيروس بكورونا»، بحسب الخبير في السموم البيئية والغذائية جوزف الصايغ، لافتاً الى التضليل الذي يمارس عبر الإعلانات الملصقة على هذه المواد «وهو ما يعد جريمة في قانون حماية المستهلك». وأشار الصايغ إلى أن نقابة الأطباء والمعنيين في وزارة الزراعة يدركون جيداً خطورة هذه المواد، «في حين نرى أنه يجري التسويق لاستخدام لهذه المساحيق والمواد في مزيد من المؤسسات وفي المدارس والجامعات».نائبة رئيس جمعية المُستهلك الدكتورة ندى نعمة أوضحت لـ«الأخبار» أن ممرات التعقيم «ليست صحية ولا جدوى لها، بل على العكس قد تؤذي من يمرّون عبرها لأن مواد التعقيم التي تستخدم فيها، كغاز الكلوراين والأمونيوم كواترنير، سامّة»، وخصوصاً أن «البعض قد يعانون من حساسية ضد هذه المواد». ولفتت الى أن هذه المواد ترش على المواد الغذائية الموجودة في محال السوبرماركات كما تستخدم لتعقيم الأبواب والمصاعد، «في حين أن استخدام الماء والصابون من أي نوع يعد كافياً وأكثر فعالية».
نعمة لفتت إلى أن منظمة الصحة العالمية لم توص باستخدام مثل هذه الممرات، ودعت وزارة الصحة الى منع استعمالها، «وأيضاً منع رش بعض المواد التعقيمية التي لا مفاعيل حقيقية لها والتي عمدت البلديات الى رشّها في الشوارع والمحالّ مع بداية ظهور الوباء».
وتشير دراسات علمية الى تأثيرات سلبية لمادة الـ quaternary ammonium على الجهاز الهضمي وتسببها بالعقم والتهاب الرئة وبأمراض سرطانية.