ورغم أن هذه الأرقام تعكس، وفق منطق الوزارة والمعنيين بملف الوباء، نوعاً من السيطرة، إلا أنها لا تلغي الحذر المطلوب «لأننا في مرحلة دقيقة»، على ما صرّحت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد عقب جلسة مجلس الوزراء، أمس، مُستطردةً: «لكن لا يمكن الاستمرار في الإقفال»، فيما ربط وزير الصحة حمد حسن تمديد حالة التعبئة العامة بتوصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بتدابير الوقاية تزامناً مع التزام المغتربين بالحجر المنزلي الإلزامي.
بدوره، شدّد وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي على استمرار قرار تقييد حركة الآليات، لافتاً إلى أن التراجع عن القرار يعود لمجلس الوزراء. وفيما تردد أن بعض النوادي الرياضية بدأت تعمم على زبائنها إعادة فتح أبوابها بدءاً من الثامن من حزيران الجاري، لفت مُستشار وزير السياحة وعضو لجنة التدابير الوقائية لمكافحة فيروس كورونا مازن بو ضرغم الى أن قراراً في هذا الصدد لم يصدر بعد، موضحاً أن اللجنة لا تزال تدرس توقيت إعادة فتح النوادي الرياضية ودور السينما وقاعات الأفراح.
في غضون ذلك، لا تزال الفرق الميدانية التابعة لوزارة الصحة تقوم بجولات إجراء فحوصات مخبرية لعدد من المخالطين ولمشتبه فيهم ضمن خطة الوزارة لاحتواء الوباء وعدم تفشّيه. وأجرى فريق طبي تابع لوزارة الصحة، أمس، فحوصات لـ 176 لبنانياً وسورياً مخالطين لأفراد الجالية البنغلادشية الذين أُصيبوا بالفيروس في منطقة رأس النبع.
تمديد التعبئة أسبوعين إضافيين لـ«ضبط» الواقع الوبائي
ووفق الطبيب المشرف على إجراء الفحوصات عبد الحسين يوسف، فإن هذه الجولة هي من ضمن «المرحلة الثانية بعد المرحلة الأولى التي جرت قبل 14 يوماً حين طلب من هؤلاء المخالطين الالتزام بالحجر»، لافتاً إلى أن نتائج الفحوصات «ستحسم إذا ما كان هناك مصابون ينبغي عزلهم».
وعليه، فإنّ السيطرة على الفيروس ستبقى رهن الأيام المُقبلة، حيث سيصدر المزيد من نتائج الفحوصات للمشتبه فيهم، وحيث يتوقع أن يستقبل لبنان المزيد من المغتربين مع استمرار التحضيرات للمرحلة الرابعة من عمليات الاجلاء، ما يرفع من مستوى الحذر والتأهب المطلوبين، وخصوصاً لجهة تأثير تداعيات وصولهم على قرار فتح المطار.