مع اتخاذ أزمة انتشار فيروس «كورونا» منحًى جدّياً، وبدء المواطنين التزام المنازل، تقدّمت المبادرات الشبابيّة التطوّعيّة في الأحياء على عمل الجهات الرسميّة والجمعيّات. «خلّيك بالبيت، أنا حدّ بلدي...» وسواها من الوسوم، انتشرت أمس، عبر مواقع التواصل، مرفقة بأرقام هواتف لشباب تطوّعوا لخدمة التوصيل المجاني في عدد من المناطق، بهدف تشجيع المواطنين على البقاء في منازلهم والتزام الحجر الصحّي. مبادرات «الدليفري» المجاني شملت مناطق عديدة في بيروت والمتن والضاحية الجنوبيّة وبرجا والجنوب وبعلبك وسواها، ولقيت تجاوباً، إذ هدفت إلى تفادي الازدحام الذي شهدته المحال التجارية أول من أمس، بما يخالف إرشادات الوقاية من الفيروس.يعمل حسن مع مجموعة ضمّت إلى حينه 25 متطوّعاً، في مختلف أحياء الضاحية. ووفق الشاب، فإن «الفكرة بدأت بالانتشار عبر فايسبوك تحت وسم #أنا_حد_بلدي، لتأمين طلبات الناس من السوبر ماركات والملاحم والدكاكين، نرتدي القفازات والكمامات ونستخدم الدراجات الناريّة، كما نقوم بتعقيم الأكياس بالمطهّرات وإيصالها إلى المنزل... وليس على سكانه سوى دفع الفاتورة من دون أي رسم إضافي، فتطوّعنا مجّاني». ووفق حسن، فإن المتطوّعين «بصدد تلقّي دروس لسبل الوقاية بمساعدة الصليب الأحمر والهيئة الصحيّة الإسلاميّة».
في برجا، اتّخذت المبادرة طابع «اللجان الشعبيّة» في الأحياء، إذ وفقاً لجمال ترّو، أحد أصحاب المبادرة، «منذ أسبوع بدأنا التفكير في آليّة تشجّع الناس على البقاء في المنازل، واتخذت المبادرة اليوم (أمس) طابعاً جدياً مع ازدياد الإصابات بالفيروس وانتشار فكرة التوصيل إلى المنازل... المبادرة تضمّ إلى الآن نحو 50 صبيّة وشاباً من مناطق برجا وجوارها، وسنقوم بتوصيل طلبات الناس مقابل دفعهم فاتورة السلع من دون أي رسم إضافي. وفي حالات الضرورة الملحّة سنحاول تأمين الحاجيّات للعائلات الأكثر فقراً من مالنا الخاص». ماذا عن إجراءات الوقاية؟ «سنعقد لقاءات تنسيقيّة، نجود بالموجود من سبيرتو وكمّامات وجل مطهّر، ولا قدرة لنا على تأمين بدلات للوقاية الكاملة، كذلك سنحافظ على البعد الممكن ممن نوصل إليهم الطلبات، وإذا كان في سلال أحسن وأحسن».
على خطّ التعقيم المطلوب للوقاية من الفيروس، يأتي طلاب الجامعة اللبنانيّة في الصدارة، كما فعلوا منذ بداية الأزمة. طلاب اختصاص الكيمياء في الجامعة عمدوا بدورهم، أمس، إلى إطلاق مبادرة لتعقيم المحال التجارية بالتنسيق مع طلاب الطب. وبحسب الطالب هادي فرحات، فإن «الهدف هو مساعدة أصحاب المحال على تعقيمها وتقديم الكمامات والقفّازات لهم مقابل رسم رمزي هو ألف ليرة لبنانيّة. المبادرة تشمل الميني ماركت ومحال الألبسة وصالونات الحلاقة وسواها، في بيروت وضواحيها... قمنا بنشر رقم هاتف عبر السوشيل ميديا، وتلقّينا عشرات الاتصالات». التعقيم يجري وفق النصائح التي تقدّمها وزارة الصحة العامة، عبر خلط ليتر من المبيّض المنزلي مع 9 ليترات من المياه، والتكلفة الأولى جمعها الطلاب بعضهم من بعض، فيما وضعوا الرسم الرمزي «للتمكّن من شراء المواد من جديد». طلاب الكيمياء يقومون اليوم بتعقيم «نحو 50 محلاً في منطقة الرويس، أصحابها تجاوبوا مع المبادرة».