لا دليل علمياً حتى الآن يدعم الاعتقاد بأن فيروس «كورونا» مجرّد إنفلونزا موسمية يمكن أن تنتهي بانتهاء فصل الشتاء وحلول الدفء.الباحث في دراسة الفيروسات في جامعة فودان (شانغهاي) شيبو جيانغ دعا دول العالم وسكانها إلى البقاء على جهوزية وعدم التهاون في الإجراءات الوقائية مع حلول فصل الصيف، ريثما يتم التأكد من كيفية «تصرف» الفيروس في الأحوال المناخية غير الباردة. وأوضح في مقال نشره موقع «نيتشر» العلمي أنه رغم أن فيروس سارس (2002-2003) وفيروس سارس-كوف-2 ينتميان إلى النوع نفسه، إلا أن الأخير ينتشر بشكل أسرع وإن كان أقلّ فتكاً. لذلك فإن تراجع سارس مع حلول الصيف ليس بالضرورة أن ينطبق على نشاط الفيروس الجديد في الأشهر المقبلة، خلال الربيع والصيف المقبلين.
يؤكد ذلك ما أعلنه المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل ريان بأن «الأمل بأن فيروس سارس- كوف-2 سيتوقّف عن الانتشار مع حلول فصل الصيف ليس سوى أمل زائف، ولا يوجد دليل يدعم هذه النظرية». وأوضح ريان في مؤتمر صحافي قبل يومين بـ«أننا لا نعلم حتى الآن كيف سيتصرّف الفيروس في الحالات المناخية المختلفة، وعليه يجب أن نعتبر أن قدرته على الانتشار باقية» حتى بعد حلول الدفء، كما أن «علينا أن نقاتله من دون أن نعيش على أمل أنه سيختفي من تلقاء نفسه».
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادانوم غيبريسوس أكّد، منذ الأيام الأولى لانتشار الفيروس عالمياً، بأن هذا سارس-كوف-2 «ليس إنفلونزا». وهو كرّر ذلك قبل أسبوع بأن «هذا الفيروس فريدٌ من نوعه، وبمميزات فريدة، وهو ليس إنفلونزا (...) ما يعني أننا في أرض مجهولة».
غيبريسوس حذّر أمس من أن «خطر تحول فيروس كورونا إلى وباء صار مرتفعاً جداً» بعد تفشيه في العديد من البلدان، موضحاً أن هذا «وباء غير متكافئ على المستوى العالمي، لكل بلدٍ مصاب بالفيروس سيناريو مختلف عن غيره، وهذا يتطلب استجابة خاصة لكل دولة». غير أنه أكد أن السيطرة عليه لا تزال ممكنة، «ومن خلال الإجراءات الحاسمة والمبكرة، يمكن أن نبطّئ الفيروس ونمنع الإصابة به. ما فعلته الصين وكوريا الجنوبية في محاربة الفيروس، يؤكد أنه لم يفت الأوان بعد لإبعاد خطره. قاعدة هذه اللعبة هي عدم الاستسلام»، لافتاً إلى أن 70 في المئة من المصابين في الصين تماثلوا للشفاء.
ومع إعلان قبرص أمس تسجيل أول إصابتين بات الفيروس منتشراً في كل دول الاتحاد الأوروبي الـ27. فيما أعلنت ألمانيا عن أول حالتي وفاة بالفيروس في هيسن في مقاطعة رينانيا (شمال) وفي هاينسبرغ القريبة من هولندا، والتي باتت منذ أسابيع إحدى البؤر الرئيسية لتفشّي الفيروس.
وبذلك، يكون قد تجاوز عدد الوفيات الـ500 في أوروبا التي تُعد إيطاليا الأكثر تضرراً بين بلدانها، بعد تسجيل 97 وفاة في 24 ساعة، ما يرفع حصيلة الوفيات منذ بدء انتشار الوباء على أراضيها إلى 463. وتسبّب الفيروس في أربع ​وفيات​ جديدة في ​فرنسا​، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 25 وفاة و1412 إصابة مؤكدة. وأعلن ​وزير الصحة​ البريطاني مات هانكوك أن "شخصاً رابعاً في بريطانيا توفي بسبب فيروس كورونا، وأن هناك 319 إصابة مؤكدة. كذلك أعلنت السلطات في كندا أول وفاة بالفيروس في دار للمسنّين.