في محيط مدرسة سيدة البرج وحاجز الجيش اللبناني، عند تقاطع بلدات إيعات ودير الاحمر وشليفا، تغرق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة في المياه الآسنة التي سبّبت «مجزرة وكارثة صحية وبيئية بحق لبنان بأكمله، لا المنطقة فقط»، بحسب رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر جان الفخري، في اعتصام نفّذه أهالي قرى دير الأحمر وبتدعي وشليفا أمس، في باحة مدرسة سيدة البرج لراهبات العائلة المقدسة في دير الأحمر. وأوضح الفخري أن «المياه المبتذلة أغرقت السهل الأكبر في المنطقة الذي تبلغ مساحته نحو 12 كيلومتراً والذي كانت ترويه مياه نبعي عدوس ووردين، ويأكل كل اللبنانيين من منتَجاته الزراعية». وفيما لفت النائب أنطوان حبشي إلى أن محطات تكرير الصرف الصحي في كل من ايعات ودير الأحمر واليمونة «تخرج المياه الآسنة منها كما تدخلها من دون معالجة»، ناشد المطران حنا رحمة الدولة اللبنانية «التحرك اليوم قبل الغد، لأن الموت بات على أبواب أبناء المنطقة، مع ارتفاع نسب الإصابات بمرض السرطان وأمراض أخرى».
محطة ايعات غير مجهزة لتكرير مياه الصرف الصحي الصناعي

وزاد الطين بلة إعلان شركة «البنيان» التي تتولّى تشغيل محطة ايعات وقف العمل نهاية الشهر الجاري بعدما انتهت مدة عقد التشغيل البالغة قيمته مليار ليرة سنوياً نهاية العام الماضي. رئيس مجلس إدارة الشركة حسين الموسوي، أوضح لـ«الأخبار» أن الشركة «لم تتقاضَ أي مبلغ منذ مطلع تموز الماضي»، ورفض الاتهامات التي وجّهها حبشي إلى المحطة بتسببها بالتلوث في سهل دير الأحمر، مشيراً إلى أن المياه الآسنة التي أغرقت السهل «مصدرها مجارير بلدة شليفا ومحطتا التكرير اللتان لا تعملان في دير الأحمر واليمونة. إذ تصبّ المياه المبتذلة الخارجة من البلدات الثلاث في مجرى السيل، وبسبب كثافة الأمطار هذه السنة وصلت المياه الآسنة إلى بلدة الكنيسة حيث مجرى السيل مغلق بسبب إقامة البعض سدود ترابية فوقه». الموسوي أكّد أن محطة ايعات «تعمل وفق المواصفات المتفق عليها، وقد تحقّق فريق من أمن الدولة من ذلك قبل أسبوعين. كذلك تعمل فرق من مؤسسة مياه البقاع ومنظمة الفاو الدولية على أخذ عيّنات من المحطة دورياً. ولدينا نحو 40 دونماً من الأراضي المحيطة نعمل على تشميس الحمأة الناتجة من المحطة فيها ومعالجتها بمواد كيماوية». وأقرّ الموسوي، من جهة أخرى، بأن المحطة التي بُنيت عام 1998 وتشغّلها «البنيان» منذ عام 2013، «تحتاج إلى تحديث وأحواض لمعالجة مياه الصرف الصناعية. إذ إنها غير مجهزة لمعالجة مياه الصرف الناتجة عن المصانع ومعاصر الزيتون ومعامل الألبان ومحطات المحروقات والمسالخ، ما يجعل المياه الخارجة منها غير صالحة لريّ المزروعات. وقد أبلغنا المسؤولين عن ذلك في كتب رسمية». وأقرّ بأن مزارعين كثراً يعمدون إلى ري مزروعاتهم من المياه الآسنة قبل وصولها إلى المحطة ومن المياه التي تخرج منها في قنوات ري مفتوحة تخترق سهول إيعات وشليفا ودير الأحمر والكنيسة وأطراف بلدة بتدعي، «لكن هذه مسؤولية القوى الأمنية والأجهزة القضائية».
وفي السياق نفسه، عُقد في بعلبك أول من أمس اجتماع موسع ضم تكتل نواب بعلبك الهرمل ورؤساء بلديات ومخاتير أعلن خلاله النائب حسين الحاج حسن أنه سيلتقي غداً وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر للبتّ في مشاكل محطات التكرير في اليمونة وايعات وإعادة تأهيلهما، وإضافة محطة تكرير دير الأحمر إلى عملية التأهيل، لعدم قدرة البلدية على تمويلها.