تنتهي اليوم مُدّة التعهّد الذي وقّعه الأستاذ في كلية الإعلام حبيب رمّال في مكتب جرائم المعلوماتية، بعدم تناوله حادثة شرائه حليبا فاسدا من سوبرماركت رمّال الأصلي ــــ فرع الحدث. وكان الأستاذ الجامعي استدعي الى المكتب، أول من أمس، بناء على شكوى من أصحاب السوبرماركت يتهمّونه فيها بالتشهير، بعدما نشر على صفحته على «فايسبوك»، منذ نحو أسبوع، اشترى من السوبرماركت حليبا سائلا ووجد «بعد فتح العبوة ديدانا ورائحة غريبة»، ولدى مواجهته إدارة السوبرماركت بالأمر، تعرّض للطرد وقيل له «روح اشتكي محل ما بدك».أثار المنشور تفاعلا لدى عدد لافت من الناشطين الذين عمدوا الى تداوله، ما أدى، بحسب منشور آخر لرمّال، إلى تعرّضه للتهديد بالقتل من قبل صاحب السوبرماركت عبر الهاتف. وعمد إلى نشر رقم هاتف صاحب المؤسسة، الأمر الذي دفع بالأخير الى تقديم شكوى أمام مكتب جرائم المعلوماتية. وخلُص التحقيق الى توقيع رمّال تعهّداً بعدم تناول القضية والحادثة لمدة 48 ساعة، على أن يرفع دعوى قضائية بجرم التهديد بالقتل ضد صاحب المؤسسة.
بحسب محامية المؤسسة ابتسام رمال، طلبت الإدارة من وزارة الصحة إرسال فريق لفحص بعض عينات الحليب وباقي السلع، «وأصدرت الوزارة تقريراً يفيد بأنها صالحة ولا إشكال فيها»، مُشيرةً إلى أنّ ما أقدم عليه رمّال «لا يعدو كونه افتراء ومسعى لقطع الأرزاق». غير أن المؤسسة لم تنشر أي تقرير صادر عن الوزارة ردّا على إدّعاءات رمّال. والأخير، من جهته، لم يرسل أي عيّنة إلى الوزارة لفحصها، وفق ما أكدت مصادر وزارة الصحة لـ «الأخبار»، لافتةً الى أنها أرسلت مندوبا لفحص البضائع والسلع في عدّة فروع للسوبرماركت «وحتى الآن، التقارير إيجابية». وتُضيف المصادر أنه «في حال ثبت ان الحليب فاسد، تتم مراجعة الشركة المُصنّعة»، مُشيرةً الى انه لم يرد الى وزارة الصحة أي شكوى أُخرى غير تلك التي وردت على الفايسبوك الخاص برمّال. وتنصح المصادر بضرورة تقديم شكاوى على الخط الساخن لوزارة الصحّة (1214) عوض الفنشر على مواقع التواصل الإجتماعي.
لا يمكن الجزم ما إذا كانت هذه الحادثة جزءاً من ملف الفساد الغذائي، أم خطأً سببه سوء تخزين في أحد المتاجر، أو حتى مجرد سوء تفاهم. لكنها تُعيد طرح مسؤوليات وزارتي الصحّة والإقتصاد المؤتمنتين على ملف الفساد الغذائي.