قبل فترة، انتشرت على مجموعات خاصة بكلية العلوم في الجامعة اللبنانية على مواقع التواصل الإجتماعي، دعوات الى الطلاب المُنتسبين الى كلية العلوم وبقية الكليات في مجمّع الحدث الجامعي لتسجيل أسمائهم لدى المندوبين من أجل الحصول على بطاقة «هويتي» التي تخوّل حامليها الحصول على حسومات من عدد من المحلات التجارية والمكتبات ودور النشر وغيرها.المُبادرة التي أطلقها مجلس الطلاب في كلية العلوم، تُعدّ الأولى من نوعها، وهي تهدف، بحسب القيّمين عليها، إلى تخفيف مصاريف الطلاب بطريقة مباشرة وسلسة، ولإزاحة جزء من كلفة احتياجاتهم المتنوعة عن كاهلهم، ولو بشكل متواضع. إلّا أن الهدف «الأسمى» الذي قد تُرسيه المبادرة، يتمثّل بخلق نوع من «الهوية» لطلّاب «اللبنانية» تحاكي واقعهم الإقتصادي والمعيشي، وتخلق لديهم شعورا بالإنتماء الى المؤسسة، خصوصاً أنها «تلعب» على الشعور بالإهمال الذي يشكو منه الكثير من طلّاب الجامعة الوطنية.
التعليقات على المنشورات الإفتراضية أظهرت حماسة الكثير من الطلّاب. وحقق المشروع الذي بدأ العمل على إطلاقه هذه السنة، «نجاحاً كبيراً في وقت قياسي»، بحسب رئيس مجلس طلاب الفرع في كلية العلوم حسن كسروان. وأوضح أن من شأن هذه المبادرة «مساعدة الطلاب وإعانتهم على تحمّل الأعباء والتكاليف، وتغطية مبالغ قد تكون قليلة نسبياً، إلا أنها تحدث فارقاً كبيراً بالنسبة إليهم، لكون كثيرين منهم غير قادر على العمل بسبب دوام الجامعة التي لا تراعي ظروف الطلاب وحاجتهم إلى العمل».
يحصل الطالب على البطاقة مقابل مبلغ 3000 ليرة فقط، ويستفيد منها حصراً كطالب جامعي، إذ تكون ملكيته لها كملكيته لبطاقته الجامعية، تخصّه هو وحده. ويستفيد حاملو «هويتي» من حسومات في عدد من المحلات، القريبة بمعظمها من مجمع الحدث الجامعي، وتتيح لهم الحصول على أسعار مخفّضة في محلات للألبسة، مطاعم وأفران، دور نشر، مكتبات، مستشفى سان جورج، نواد رياضية، مصابغ غسيل ألبسة، الخ... إضافة إلى حسومات تصل إلى 50% في بعض معاهد تعليم اللغات. وأكّد كسروان أنّ العمل جارٍ للحصول على تغطية أكبر للبطاقة من مزيد من المؤسسات.
يستطيع الطالب الحصول على البطاقة مقابل مبلغ 3000 ليرة فقط


الحسومات أتت على الشكل التالي: نسبة تصل إلى 15% على القرطاسية والطباعة، 50% في معاهد عدة، 50% في محلات الألبسة، 30% في عدد من المطاعم، 25% في إحدى المصابغ، 15% في أحد محال بيع الأزهار، 25% في محلات الهواتف الخليوية، حسم 5000 ليرة في أحد النوادي الرياضية، 60% في دور نشر عدة، 25% في بعض المكتبات. علماً أن هذه النسب تمثل الحد الأقصى الذي يصل إليه الحسم، أي أنها تتغير بحسب السلعة أو الخدمة التي يحتاجها الطالب.
واللافت أن الحسومات تشمل الجانب الإستشفائي، وهو يأتي على مستويات ثلاثة: للمنتسبين إلى الضمان الاجتماعي أو تعاونية موظفي الدولة: يُعفى الطالب من المبلغ المعروف بـ«فرق الضمان الاجتماعي» في حال لم يتعدّ إجمالي الفاتورة مليون ليرة (أي الإعفاء من مبلغ مُقدّر بنحو 150 ألف ليرة). أما في حال تجاوزت فاتورة المُستشفى المليون ليرة، فيتلقى الطالب حسماً نسبته 30%، على أن لا يتعدى الفارق 800 ألف ليرة. وبالنسبة إلى الفحوصات المخبرية والصور الشعاعية، يتمّ حسم 20% من فاتورة الضمان. وأخيراً، يتم دفع مبلغ 25 ألف ليرة بدلاً من ثلاثين ألفاً على كشف الطبيب. وكل ما يتوّجب على الطالب للاستفادة من هذه الحسومات إبراز «هويتي» وبطاقة الضمان الاجتماعي الخاصة به.