على مدى سنوات، كانت «عجقة الفرزل» (شمال زحلة)، كابوساً لأهالي بعلبك والبقاع الشمالي. «عنق الزجاجة» الذي لا «معبر» غيره من زحلة الى تلك المناطق لطالما حبس العابرين في سياراتهم لساعات طويلة، من آخر بلدة الكرك وحتى طريق بعلبك عند جسر الليطاني، بسبب ضغط السير وضيق الطريق ووعورته. بعد طول انتظار بدأ العمل في مشروع توسيع طريق زحلة ــــ بعلبك العام الماضي، وبات الجزء الأكبر منه منجزاً. إرتياح العابرين على هذه الطريق بعد توسعتها، قابله إعتراض بعض أهالي بلدة أبلح التي أقفل الحاجز الوسطي مدخلها الرئيسي من الجهة الشرقية.
«لا يجوز حلّ مشكلة كنا ننتظر معالجتها بفارغ الصبر على حساب أهالي بلدة أبلح»، يقول أمين سماحة، أحد المعترضين، لـ«الأخبار». ويوضح أن الحاجز الوسطي تسبب بإقفال المدخل الرئيسي للبلدة وواجهتها الشرقيّة، ولم تنفع مراجعات الأهالي للمعنيين في معالجة هذا الأمر، «علماً أننا منذ بدء تنفيذ المشروع نبّهنا الى ضرورة عدم إلحاق الضرر بمصالح الأهالي والجوار، وضرورة إيجاد أفضل السبل لتسهيل حركة العبور الى البلدة والخروج منها».
ويطالب المعترضون بإستحداث مستديرة عند مدخل البلدة الشرقي، أو إنشاء جسر فوق الأوتوستراد يمكّن السيارات التي تعبر المسلك الشرقي من الدخول الى البلدة. علماً أن هناك فتحة استحدثت على بعد 500 متر، بالقرب من مدخل ثكنة أبلح، يمكن للسيارات النفاذ منها الى المسلك الغربي. إلا أن المعترضين يتذرّعون بخطر حوادث الاصطدام مع الآليات العسكرية التي تستخدم هذه الفتحة. وهم، لهذه الغاية، وجهوا كتباً الى كل من البلدية ومحافظ البقاع ووزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار، والتقوا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كلف أحد المهندسين متابعة الموضوع مع مجلس الإنماء والإعمار، الا أن «كل هذه الجهود ذهبت سدى، نظراً للتكاليف الكبيرة لإقامة جسر أو إستحداث مستديرة مقابل المدخل الرئيسي»، بحسب سماحة.
من جهته، يؤكد رئيس بلدية أبلح روبير سمعان وقوفه، «من الناحية العاطفيّة»، الى جانب مطالب بعض أهالي البلدة، «لكن العاطفة شيء ومراعاة السلامة المرورية شيء آخر. ولا أرى صعوبة في أن يتحمل البعض قطع مسافة قصيرة والإلتفاف للوصول الى داخل البلدة». ولفت الى أنه بعد مراجعة المعنيين، خلصت المشاورات الى ضرورة الإلتزام بالمواصفات الدولية المتعلقة بتنفيذ مشاريع الطرقات الرئيسية، وأن الآراء جاءت متطابقة لناحية التقليل من عدد الفتحات بغرض التخفيف من الحوادث، متمنياً على أهالي البلدة وضع المصلحة العامة فوق كل إعتبار.