لكن يبدو بأن سياسة المناكفات والنكايات الشخصية هي المتحكم الأول بمقصّ الرقيب المصري، إذ يرجّح بأن تغريدة لابن الرئيس المخلوع علاء مبارك أثارت حفيظة الجهات المسؤولة. ففي شباط (فبراير) الماضي، تراجعت العملة المصرية مقابل الدولار إلى مستويات تاريخية وسجلت مستويات تزيد على 32 جنيهاً للدولار، للمرة الأولى في تاريخه مع انتقال البنك المركزي المصري إلى نظام صرف أكثر مرونة بموجب شروط حزمة دعم مالي من صندوق النقد الدولي، ما أثار سخطاً شعبياً واسعاً وغلاء متزايداً. أمر استغله علاء مبارك باستشهاده بآية قرآنية على موقعه على تويتر، هي «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ».
تقطيع التراث السينمائي ليخدم على ما يبدو صورة الرئيس الأوحد
أثارت التغريدة جدلاً واسعاً وتم انتقادها رسمياً عبر صحف منها جريدة «الدستور» التي كتبت تحت عنوان «إلى السيد علاء مبارك... ولكن القرية لم تكن آمنة... أو مطمئنة». وأتى في متن المقال: «رائحة التشفي في أزمة مصر الاقتصادية واضحة في ما كتبه السيد علاء مبارك، وربما تطغى أعراض الأزمة على الحقائق لدى البعض، فيتوهّم هو أو غيره أن ما يدعيه حقيقة! فمصر لا تعاني اقتصادياً الآن لأنها بطرت نعمتها أثناء حكم والدك رحمه الله، لكنها تدفع ثمن حربٍ، خرجنا منها منتصرين منذ سنوات قليلة فقط لكي نطهرها ممن تمكنوا من نشب مخالبهم بها في عقود حكمه، لقد كانت القرية مختطفة، ولم تكن آمنة مطمئنة، كانت عقول أهل القرية، ومساجدها واقتصادها مختطفة، وكانت كنائس القرية غير آمنة في أعياد قبطها. هذه الحرب التي خاضتها القرية وأهلها ودفعت ثمنها دماً واقتصاداً، كانت حرباً حتمية لتخليص القرية من الأفاعي والضباع التي اختطفت القرية في عهد حكم والدك»، ليخلص المقال إلى أنّ القرية لم تكن آمنة في عصر مبارك... هذه حقيقة وليست مجازاً. يذكر أنّه في عام 2006 وبعد إجراء تعديلات على المادة 76 من الدستور المصري التي شكلت بداية تحول في عملية الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، بدأت الأفلام الكوميدية التعديل في طرح فكرة ترشيح الممثل نفسه رئيساً للجمهورية.
المخرج سعيد مرزوق صاحب علامات في السينما المصرية مثل أفلام: «أريد حلاً»، و«المذنبون»، و«زوجتي والكلب»، و«الخوف» وغيرها... ويعتبر من أبرز رواد حركة «السينما الجديدة» في السينما المصرية وأحد أكثر أبناء ذلك الجيل موهبةً وشغفاً بالتجريب على مستوى الصورة واللغة السينمائية. ومن غرائب المصادفات أن يرحل المخرج المصري سعيد مرزوق عام 2014 عندما كان الرئيس المصري حسني مبارك يعالج في مستشفى المعادي العسكري وهو المستشفى نفسه الذي كان يعالج فيه المخرج الراحل.