كما جرت العادة، يضرب «مهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة» موعداً له في 4، 5 و6 حزيران (يونيو) المقبل، على درج نقولا في الجميزة. لكنه هذا العام، يأتي مخالفاً للأعوام السابقة، إذ يُحتفل بالسينما وصناعها، وسط مخلفات الدمار الذي أحدثه انفجار مرفأ بيروت. يُقام المهرجان في دورته الثالثة عشرة، وسط ظروف عصيبة تعيشها البشرية، تحت عنوان Exist، ويقدم أفلاماً محمّلة بتساؤلات عن معاني الوجود والبقاء. [اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
«تحت نجوم بيروت» كما تقول المخرجة اللبنانية نادين لبكي في الإعلان الدعائي للمهرجان، ستكون الجميزة على موعد مع الشرائط السينمائية القصيرة، بتوقيع مخرجين من لبنان وأوروبا وأميركا وأستراليا وغيرها. من أصل 3000 آلاف فيلم، اختارت لجنة التحكيم، حوالي خمسين فيلماً.
في هذا السياق، يشير مؤسس المهرجان إبراهيم سماحة لـ «الأخبار»، إلى أن اختيار الأفلام انصب في خدمة العنوان الذي تحمله هذه الدورة، وهو «الوجود». فقد تم العمل مع عدد من مهرجانات الأفلام القصيرة في أوروبا، واختيرت الأفلام، بشكل يتناسب مع التحديات التي يواجهها مصير الإنسانية جمعاء. الأفلام المشاركة تحاكي الإنسانية ومعانيها في كل بقاع الأرض. على سبيل المثال، الأفلام المشاركة من إيطاليا، تحمل الهموم نفسها التي تشغل الفرد في أي مكان في العالم: هموم الوجود والبقاء في ظل الوباء. ولا تغفل عن طرح مفاهيم الإنتفاضة والثورة على السلطة والأنظمة. ومن المواضيع المطروحة الهجرة وما يصاحبها من قلق وخوف. في المحصلة، تأتي الأفلام المشاركة في سياق البحث عن الوجود ومكامنه، في ظل الجنون الذي تعيشه الكرة الأرضية.
يتخطى «مهرجان كابريوليه» حدود الجوائز ولجان التحكيم، لإن الهدف الأساسي يصب في الدرجة الأولى، لتحقيق متعة مشاهدة الأفلام السينمائية القصيرة. ومن الأولويات التي يسعى القيمون على المهرجان لتحقيقها، إقامة منصة مشتركة لصناع الأفلام القصيرة في لبنان، تؤمن لهم العبور خارج حدودهم، مما يفتح لهم الآفاق للمشاركة في المهرجانات العالمية. كذلك يشكل المهرجان ملتقى للممثلين والمخرجين والجمهور والمهتمين بالسينما، لفتح باب النقاش حول الأفلام المعروضة.
بالنسبة إلى الأفلام اللبنانية المشاركة، يؤكد سماحة أن أعمال المخرجين اللبنانيين يخيّم عليهم اليأس، والحياة وما يرافقها من هموم. يأتي ذلك على حساب إنشغالهم بالإبداع والتفكير والكتابة. في الفيلم الدعائي للمهرجان، كانت نادين لبكي تغرق في المياه التي تشكل فضاءً ميتافيزيقياً يعبّر عن الشعور بالاختناق وفق ما يؤكد سماحة لـ «الأخبار»، والدوائر المنبعثة من تحت المياه تجسّد انفجار المرفأ، لكن فكرة أن يظل الفرد متواجداً، غلبت كل التحديات. كان الإعلان الدعائي يحمل تجسيداً حياً للفنانيين في لبنان، الذي يلفظون أنفاسهم الأخيرة، إن كان على المسارح، أو في صالات السينما. وكذا تأتي الأفلام القصيرة في المهرجان لتحفز الإنسان على مواصلة المسير.
يقدم أفلاماً محمّلة بتساؤلات عن معاني الوجود والبقاء


19 فيلماً ستعرض في الليلة الأولى، لا تتعدى مدة كل منها 14 دقيقة. سيتم افتتاح المهرجان بـ The System أو «النظام» للمخرج اللبناني الشاب فايز أبو خطار، يحاكي العمل قصة شاب قرر الإنتفاضة على النظام اللبناني. ومن أبرز الأفلام اللبنانية المشاركة، «عايدة» للبنانية حنين أبي خليل. وهناك مشاركة للمخرج اللبناني رامي يزبك بـ Scapegoat. كذلك تتضمن الليلة الأولى مشاركة عربية للمصرية باسمة شريف وفيلمها «رحمة». يعرض المهرجان في ليلته الأولى، عدداً من أفلام السينما الأوروبية، من إسبانيا A Life Time لمانويل مارتين، ومن إيطاليا فيلم الأنيميشن Solitaire لإدواردو ناتاولي. كما سيتم تقديم أفلام من ألمانيا (Herr Herrmann Man)، وأستراليا (Babcia)، وبريطانيا (Phosphenes).
وفي الليلة الثانية، أي في 5 حزيران من المقرر عرض 18 فيلماً، أبرزها «الغرفة 16» بطولة كارول عبود، وإخراج اللبناني داني صليبا الذي حصد به جائزة أفضل إخراج في «مهرجان أوروبا السينمائي» في لندن. يحاكي العمل أفكار أي إنسان ينزل في غرفة فندق والتأمّلات التي تحدثها هذه الغرف، وتخيل أن يكون فيها كاميرات مراقبة تتابع تفاصيل من ينزل فيها. من العروض اللبنانية أيضاً: Start Up Lebanon لدانيال بوهام، Moontides لدولي صفير، Odysse, Ode To The City لجهاد سعد. أما في الليلة الختامية، فسيعرض 22 فيلماً متنوعاً بين أنيميشن.

مهرجان Cabriolet للأفلام القصيرة: 5 ، 6 و7 حزيران (يونيو) ـــ درج مار نقولا، الجميزة، من الساعة الثامنة حتى الحادية عشرة مساءً ــــ cabrioletfilmfestival.com