يمكن إيجاد الكثير من أعمال أنييس فاردا (1928 ـــ 2019) على Mubi، لعل أبرزها «كليو من الخامسة إلى السابعة» (1962). إنّها حكاية خوف وقلق وفراغ، ولكن أيضاً ولادة جديدة لامرأة جميلة. كما في جميع أفلام فاردا، تجد قصة إنسانيّة واقعيّة، تتناول موضوعات وجودية ومناقشات عن اليأس والموت والحياة، وأيضاً وجهة نظر نسوية قوية تثير التساؤلات حول كيفية نظر المجتمع إلى المرأة. «كليو من الخامسة الى السابعة» ساعتان عن حياة المغنية كليو (كورين مارشاند) النرجسية الساحرة، نمضيهما معها وهي تجوب شوارع باريس في انتظار نتائج الفحوصات الطبية التي ستؤكد أو تنفي إصابتها بمرض السرطان. كليو، امرأة أنانية تجهل محيطها، مادية، مغرورة بجمالها وتحب المرآة. في رحلتها، تلتقي بالصديقة، والحبيب، والزملاء الموسيقيين وتستمع إلى الأحاديث في المقاهي. تختلي بنفسها في حديقة، حيث تلتقي بجندي يُدعى أنطوان يشارك في حرب الجزائر، لكنه أتى لقضاء الإجازة. هذا اللقاء يصبح لحظة فارقة في حياة كلوي، إذ تجد نقاشات حول الموت والحياة تسير بينهما، وتبوح له بأسرارها، ويعلو الشعور بالارتباط الإنساني مع شخص غريب. نافذة مثيرة للاهتمام عن العاطفة والحاجة إلى التفاعل البشري. يإظهر الفيلم المشاعر المعزولة لشخص يواجه الموت، فكلّ ما تفعله كليو يكون محاولة لإخفاء فزعها من الموت. تتبدل قناعات كليو مع مجريات الفيلم. قوة جمالها لن تنقذها كما كانت تعتبر. فكل ما عليها فعله هو مواجهة الحقيقة، نرى التغيرات في حياتها وشخصيتها. نرى كليو الجديدة حيث تلتفت إلى داخلها أكثر، تبدأ بقراءة حياتها وشخصيتها بعمق، لتشاهد واقعية العالم الخارجي.
* Vagabond و«كليو من الخامسة إلى السابعة» وغيرهما من أفلام أنييس فاردا متوافر على Mubi


الباحثة عن الحرّية

مشهد من Vagabond

هناك ثمن علينا دفعه لاكتساب الحرية. وإذا كانت هذه الحرية متطرّفة، فالثمن سيكون أكبر. مونا (ساندرين بونير) فتاة تخلّت عن حياتها «العادية» وقررت السفر، للسعي وراء الحرية المطلقة على حدّ تعبيرها. يحكي فيلم «بلا سقف أو قانون» عن الأيام الأخيرة من حياتها، ورأي الناس بها. بعضهم يتحدث عنها بإعجاب كبير ينمّ في الكثير من الأحيان عن حسد، ربما لأنها تمثل المرأة القوية التي قررت اختيار الحرية الكاملة دون سواها. وهناك عدد لا بأس به، يراها الفتاة المنعزلة والبائسة وغير المبالية التي تعيش على الطرقات، كما يعتبرها آخرون الفتاة التي استطاعت تحقيق شيء لا يجرؤ أحد على إنجازه. أنييس فاردا، قدمت لنا روح وإحساس ونفس مونا، عبر العديد من الأصدقاء الذين عرفوها لساعات أو أيام. فيلم ينقل إحساس شخص يبحث بوضوح عن الحرية، يتخلّى عن الحياة العامة والعادية، ودينامية هذا العالم.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا