يروي هيرتزوغ الفيلم ويصوّر، وأوبنهايمر مسؤول عن المقابلات مع أشخاص لا نعرف كيف يصل هيرتزوغ إليهم. يلتقيان بالخبراء والحائزي جائزة نوبل، ولكن أيضاً بعدد من علماء الجيولوجيا الهواة مثل عازف الجاز والمتخصّص في النيازك جون لارسن وصديقة الجيولوجي برالي كيلي. هواية لارسن هي جمع فتات النيازك. مع الصخرة الصغيرة التي في يده، يتحدّث بمزيج من الحماس والرومانسية العلمية «إذا أخذت نيزكاً صغيراً وشعرت به على إصبعي، فلن يكون هناك أيّ إنسان قد لمس شيئاً أقدم. يمكنك رؤية اللانهاية بعينك». مرة واحدة، يتدخل هيرتزوغ مباشرة في الفيلم، في ولاية أريزونا، عندما قال الباحث ميناكشي وادوا بأن البشر كناية عن غبار نجمي، لم يعُد هيرتزوع قادراً على تحمل ذلك. كانت هذه هي المرة الوحيدة التي لم يستطِع جمح نفسه خلال التصوير الكامل لهذا الفيلم. كان عليه التدخل من خلف الكاميرا بحدة قائلاً: «أنا لست مصنوعاً من غبار النجوم! أنا بافاري!».
الشريط هو احتفال بصري بالطبيعة وأسرارها
أوبنهايمر يلاحق التفسيرات العلمية الدقيقة، ويختصرها هيرتزوع لكيلا يعذبنا بالتفاصيل. البافاري أقل اهتماماً بالتأثير الجيولوجي مقارنة بالتأثير الثقافي. آثار النيزك على الأديان (الحجر الأسود وعلماء الفلك التابعون للكنيسة الباباوية) أو الفن (كيف أصبحت فوهة البركان وولف كريك فكرة لفن السكان الأصليين في أستراليا). يُظهر لنا الفيلم فوهة بركان راسخة في الأساطير الهندوسية في شمال الهند. يوثق تحطم النيزك في تشيليابينسك السيبيري في عام 2013، مُحدثاً حفرة قطرها كيلومتر واحد.
فيلم هيرتزوع هو احتفال بصريّ بالطبيعة وأسرارها. السؤال الكبير الذي يصاحب هذه الرحلة السينمائية العالمية هو: ما مدى احتمال أن يهبط جرم سماوي كبير آخر على الأرض مرة أخرى ويُحدث دماراً لا يمكن تصوره؟ هذا ما رأيناه في شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية حين ضربها نيزك عملاق منذ 66 مليون عام، ويعتقد أن الديناصورات والعديد من الكائنات الحية الأخرى انقرضت إثر سقوطه.
«لا يمكنك أن تكون عالماً إذا لم يكن لديك شعور بالدهشة» هو شعار هذا العمل، الذي يمكن أيضاً تفسيره على أنه عقيدة فنية. بحث فضولي يحاول فيه هيرتزوغ باستمرار فك شيفرة الإنسان بكل ما فيها من تفرّد وتعقيد. قال هيرتزوغ معلقاً: «هذا هو العلم في أفضل حالاته»، حيث قفز باحث كوري جنوبي في فرح غامر بعد العثور على حجر نيزكي غير عادي في الصحراء الجليدية البيضاء المهيبة في القارة القطبية الجنوبية. هنا «نشوة اكتشاف المجهول» التي لا يخطئها هيرتزوع أبداً.
* Fireball: Visitors from Darker Worlds على Apple TV
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا