منذ بدء عرضه في رمضان 2023، يواجه مسلسل «رسالة الإمام» (تأليف مجموعة كتّاب تحت إشراف محمد هشام عبية، إخراج الليث حجو/ «الحياة»، cbc وWATCH IT) انتقادات لناحية وقوعه في ما وصفه روّاد السوشال ميديا بـ «المغالطات التاريخية».صنّاع المسلسل المصري الذي يجسّد فيه خالد النبوي شخصية الإمام الشافعي، ردّوا على الانتقادات بنوع من إخلاء المسؤولية. إذ فوجئ المتابعون عبر منصة Watch IT قبل عرض الحلقة السادسة بتنويه يفيد بأنّ المسلسل «رؤية درامية مستوحاة من أحداث تاريخية»، وأنّ «بعض حكايات وشخصيات العمل من وحي خيال المؤلف للضرورة الدرامية».
يأتي ذلك في وقت تحدّث فيه كثيرون عن أخطاء تاريخية ارتكبت في العمل التاريخي المصري الوحيد في السباق الرمضاني لعام 2023. مثلاً، قال الأكاديمي والباحث في اللغة العربية في «جامعة بيرن» الألمانية، أشرف حسن، عبر تويتر التغريدات، إلى مشهد حوار يدور بين الخليفة العباسي المأمون والإمام الشافعي سنة 198 هجرية، يتحدّثان خلاله عن خلق القرآن. وكتب حسن: «حقيقة 1: الخليفة المأمون دخل بغداد سنة 204 هـ، رغم توليه الخلافة سنة 198. حقيقة 2: الخليفة المأمون اعتنق القول بخلق القرآن سنة 212 هـ، وبعدها بدأ ما عرف بـ «فتنة خلق القرآن» أو «المحنة». حقيقة 3: الإمام الشافعي توفي سنة 204 هـ في مصر، والإمام الشافعي لم يقابل المأمون».
من ناحيته، علّق الباحث المتخصّص في التاريخ القديم، محمود سالم الجندي، على الدمج بين العربية الفصحى والعامية المصرية في الحوارات، قائلاً: «كانت في مصر مجموعتان من اللغات لا ثالث لهما ليس من بينهما ما يعرف اليوم (باللهجة أو العامية المصرية)». وأضاف: «المجموعة الأولى هي اللغة العربية الصرفة أو ما يطلق عليها العربية الفصحى وكانت منتشرة في المناطق التي سكنتها القبائل العربية بعد الفتح، مثل بلبيس وغيرها من مدن وقرى الدلتا، وكذا بعض المناطق في الصعيد، وأهمها الفسطاط حاضرة القطر المصري وأخواتها»، مشيراً إلى أنّ «المجموعة الثانية من اللغات فهي اليونانية واللاتينية، لغات الدول السابقة على الفتح والتي انتشرت في المدن الإغريقية في مصر مثل الإسكندرية في الشمال وبطلمية في الجنوب. وكانت لغة الأقباط والتي مزجوها ببعض المفردات المصرية القديمة».
ولفت في الوقت نفسه إلى أنّ «اللهجة أو العامية المصرية لم تبدأ في الظهور والانتشار إلا بعد فترة طويلة من الفتح الإسلامي لمصر، خاصة مع انتشار الإسلام فيها عام 400 هجريا، ونحن هنا نتحدث عن ما بعد الفتح بأقل من 180 عاماً فقط. ‏استمر الناس في مصر لا يتكلمون إلا الفصحى أو اليونانية واللاتينية أو بقايا لغات ولهجات مصرية قديمة لما بعد موت الإمام الشافعي، حتى أن المأمون لما جاء إلى مصر، من أشهر ما يروى عنه أنه كان يمشي في الأسواق بصحبته المترجمين وكذا كان يستقبل الأعيان ومعه أكثر من مترجم».
وبينما تداول روّاد السوشال ميديا صورة للنبوي مرتدياً نظارة طبية في المسلسل، ردّت قناة «الحياة» بأنّ اللقطة من الكواليس التصوير وليست من أحد المشاهد.
وعلى خطٍّ موازٍ، فوجئ الشاعر السوري حذيفة العرجي بعرض بيتين من أشعاره على أنّهما من أقوال الإمام الشافعي. الغرجي الذي نشر تغريدة مرفقة بمقطع فيديو لخالد النبوي في وهو يردّد «وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا... سنموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا، وإذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً.. يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا»، أكّد أنّ هذه الكلمات كان قد كتبها منذ 10 سنوات، وهو ما أكدته تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك منذ عام 2013.
علماً أنّ قائمة الأبطال تضمّ إلى جانب النبوي، كلّاً من: أروى جودة، نضال الشافعي، حمزة العيلي، خالد القيش، هافال حمدي، فرح بسيسو وآخرين.