توفي البريطاني جيف بيك، «كبير عازفي الغيتار» لموسيقى الروك والبلوز وحتى الجاز، والذي صنع أسطورته مع جيمي بيج وإريك كلابتون ضمن فرقة «ذا ياردبيردز» في الستينيات، عن 78 عاماً أوّل من أمس الثلاثاء بسبب التهاب السحايا.وجاء في بيان نشره موقع الموسيقي عبر الإنترنت أمس الأربعاء: «باسم عائلته، ننعي ببالغ الأسى جيف بيك الذي توفي بهدوء أمس (الثلاثاء) بعد إصابته فجأة بالتهاب السحايا الجرثومي».
وقد فاز بيك بثماني جوائز «غرامي» تقديراً لمهارته وتأثيراته المتعددة وحسه الابتكاري على الغيتار الكهربائي خلال مسيرة مهنية استمرت حوالى ستة عقود.
وتوقف جميع أقرانه، من ميك جاغر إلى جيمي بيج، ومعظمهم بريطانيون من الجيل نفسه وُلدوا في أربعينيات القرن الماضي، عند «عبقرية» العازف الراحل.
إذ أشاد جاغر، قائد فرقة «رولينغ ستونز»، في مقطع فيديو على تويتر بجيف بيك واصفاً إياه بأنّه «رجل رائع وأحد أعظم عازفي الغيتار في العالم».
كذلك، وصف مؤسس فرقة «بلاك ساباث» توني إيومي، الراحل جيف بيك بأنّه «رمز مذهل وعازف غيتار عبقري».
وقال: «لن يكون هناك يوماً جيف بيك آخر».
من ناحيته، كتب مغني موسيقى الهيفي ميتال البريطاني أوزي أوزبورن على تويتر، أنّه «لشرف رائع أني شاركت معه بالعزف في ألبومه الأخير».
وقال الموسيقي الشهير بول يونغ إنّه «محطم بسبب الموت المفاجئ والمأساوي لعازف الغيتار الأسطوري»، مضيفاً أنّ جيفري أرنولد بيك كان «كبير عازفي الغيتار».
يُعتبر جيف بيك المولود في حزيران (يونيو) 1944 قرب لندن، أحد أفضل عازفي الغيتار في موسيقى الروك والبلوز وحتى الجاز، مثل إريك كلابتون أو جيمي بيج أو جيمي هندريكس.
وانضم بيك إلى بيج في فرقة الروك «ذا ياردبيردز» في عام 1965، مباشرة بعد مغادرة كلابتون.
صنع الثنائي أسطورة موسيقية بفضل ألبومات وأغنيات شهيرة، من بينها: Shapes of Things و Over Under Sideways Down، قبل أن يؤسس بيج فرقة «ليد زيبلين».
على إنستغرام، أشاد جيمي بيج البالغ 79 عاماً بـ «المحارب ذي الأوتار الستة الذي لم يعد موجوداً لنُعجب بالسحر الذي كان قادراً على نشره على مشاعرنا الفانية».
مع قدرة لافتة على الانتقال من نمط إلى آخر (موسيقى الروك، والهارد روك، والبلوز، والجاز)، والابتكار المستمر بصوت آلاته، أسس بيك في مطلع الستينيات والسبعينيات فرقة الهارد روك The Jeff Beck Group مع المغني البريطاني المغمور آنذاك رود ستيوارت ورون وود من فرقة «رولينغ ستونز».
وقال ستيوارت مساء الأربعاء إنّ «جيف بيك (جاء) من كوكب آخر». وكتب على تويتر: «لقد أخذني مع روني وود إلى الولايات المتحدة في أواخر الستينيات في فرقته The Jeff Beck Group، ولم ننظر إلى الوراء منذ ذلك الحين». وأرفق تغريدته بصورة للرجلين.
بدأ جيف بيك بعد ذلك مسيرة طويلة منفردة، حقق خلالها نجاحاً في منتصف السبعينيات من خلال ألبوم Blow By Blow.
في الثمانينيات والتسعينيات، عزف الغيتار في حفلات موسيقية لبعض من كبار النجوم من أمثال ميك جاغر، وتينا تورنر، ورودجر ووترز، وجون بون جوفي.
خلال مهرجان الجاز في مونتريال عام 2009، اعترف بأنّه «كان من الصعب جداً تحديد مصدر الصوت لديّ».
وقال أيضاً إنّه تأثر بأسماء كبيرة في المجال، عدّد منها لس بول ورافي شانكار ودجانغو رينهارت.
وقد عُرف بيك أيضاً بالتغييرات التي كان يُحدثها على صوت الغيتار خلال العزف، في أسلوب كانت تجربه في الفترة عينها فرقة «ذا هو» لبيت تاونشند.
في عام 2015، صنفته مجلة «رولينغ ستون» في المركز الخامس في قائمتها لأكبر 100 عازف غيتار في كل العصور.
وفي تموز (يوليو) الماضي، أصدر بيك ألبوماً وعزف في حفلة موسيقية مع صديقه الممثل والموسيقي الأميركي جوني ديب.
ولم يكن جيف بيك من محبي آلات الغيتار الصوتية، وكان يفضل تلك الكهربائية المصنوعة من ماركتَي Fender وGibson.