يخيّم العتم على دمشق هذه الأيّام، مع أزمة خانقة في المحروقات والتهاوي الخدماتي. صعوبة الحياة، تنسحب على الجيمع غالباً باستثناءات قليلة لها علاقة بتجّار الأزمات. مع ذلك، هناك شخصيات في المجتمع السوري، تعتبر منبع طاقة إيجابية فعلياً. لعلّ النجمة ناظلي الروّاس أحدها بامتياز! ولو عصفت الظروف بطريقة صادمة تبقى على ما هي عليه. تعرف كيف تقتنص حصّتها من اهتمام الآخرين. على سبيل المثال ونتيجة انشغالها الدائم، قد تتأخر في بعض الأحيان في الالتزام ببعض وعودها لكنها تفي بها قطعاً. وفي أوّل تسجيل ترسله على «الواتساب» مثلا تكرر سلامها، أو سؤالها عن الصحة والأحوال من باب التأكيد، أو الخصوصية في طريقة فتح الحديث. هكذا، ستضفي مرحها انطلاقاً من رّنة ضحكتها، فتجدها تبدد أي شعور بالغمّ لدى محدّثها بدون حتى أن تبذل جهداً. هذا التفرّد في توسيع مساحة وافرة من الارتياح في التعاطي تجيده ببراعة نجمّة «غداً نلتقي» (إياد أبو الشامات ورامي حنّا) أيضاً على مستوى الأداء. ربّما يكون لسنوات قضتها بإرادتها متفرجة بعد تخرّجها من «المعهد العالي للفنون المسرحية» دور في المكان الناضج الذي وصلت إليه اليوم. اقتراح ذكي ومحاولات تمايز ولعب عميق في أغلب المطارح الأدائية، وضمن المدى المتاح للتنويع والتباين في الشخصيات. ربما لا يختلف اثنان على أن ناظلي تجسّد بصدق. الصدق تحديداً ميزة تظهر في أغلب سلوكياتها. حتى عندما تختلف معها، يجب أن يظهر لك ذلك، بمعنى أنّ لا مواربة ولا تخفّي وراء اصبعها، ولا حتى ديبلوماسية زائدة في غير مكانها.في حديثها معنا، تقول: «أجرّب القفز فوق الحالة السلبية التي تطغى على البلاد، والضائقة الكبيرة التي تعيشها، من خلال محاولة التحايل عليها واستثمار الوقت للحد الأقصى، باعتبار أنني أم ومسؤولة عن عائلة إلى جانب شغلي كممثلة».
أما عن هذا الموسم، فكان من المفترض أن تجري بطلة «بنات العيلة» (رانيا البيطار ورشا شربتجي) اتفاقات عدة للعب أكثر من بطولة، لكن بعضها لم يتم إما لأسباب فنية أو مادية. في حين تجري النقاشات في أشياء لم تصل إلى مكان نهائي، يبقى الأكيد حتى الآن مشاركتها في «صبايا6» (كتابة محمود إدريس وإخراج فادي وفائي وإنتاج «بانة» عماد ضحيّة وبطولتها مع : ديمة بياعة، جيني اسبر، خالد القيش، ميرنا شلفون، نورا العايق، وآخرون)
عن طبيعة شخصيتها في هذا العمل، تقول: «ألعب دور زوجة والدة إحدى الصبايا. امرأة شريرة وعصبية بمنطق الحكاية الخفيفة، لذا ستترك وراءها الإشكالات كيفما تحرّكت، وتجرّب تهديد خطط الصبايا بكل يومياتهم» تشرح وتضيف عن تكريسها في أدوار الشرّ: «صرت أستمتع بأدوار الشر أكثر لأنني أحاول اجتراح حلول مختلفة إلى حدّ ما».
إلى جانب ذلك، تفصح ناظللي بأنها: «عندما تلّقت دعوة المنتج عماد ضحية لهذا العمل، كانت مستعدة لخوض التجربة فوراً لضرورة عودة شركة تنتمي للزمن الجميل، ومنتج يحترم قيمة الممثل وقد صنع اسمه من خلال شغله كصاحب مشروع فني، في وقت تراجع فيه الحب تجاه فكرة إنتاج مسلسل في ظروف صعبة، خاصة أننا أمام تجارب لمنتجين لا يملكون أي مرجعية ثقافية يريدون فرض شروطهم علينا من دون أي متكأ حقيقي. حالياً نحن بأمس الحاجة لأن يكون التعاون مع منتج وازن، وليس مجرّد صاحب مال أو تاجر يتحّكم بمصيرنا، بلا أي فهم لخصوصية وطبيعة هذه المهنة»