خلال تعاقب التجارب وتراكم النجاح، صار اسم كاملة أبو ذكري ماركة مسجلّة. المخرجة المصرية وسّعت لنفسها مطرحاً متمايزاً عن غيرها، بجهدها الطويل، ودربها المسكون بهاجس الشغل، وتوليف فريق عمل متناغم للحدود القصوى، بداية من فريقها وراء الكاميرا ربما، وصولاً لأبطالها الذين تختارهم بعناية ساطعة، وبرغبة صريحة في تدوير التجارب، وقطف المجد كلّ مرّة من زاوية مختلفة، نهاية إلى شراكة بالغة العمق كانت بمثابة المدماك التأسيسي للجماهيرية مع مبتكرة الرواية وصانعة الحكاية في أكثر من مطرح السيناريست مريم نعّوم في: «بنت اسمها ذات» و «سجن النسا» و «واحة الغروب» بينما استمرت نجاحات أبو ذكري في الكوميديا من خلال «ب 100 وش» (2020 كتابة أحمد وائل وعمرو الدالي) ومن ثم مجدداً في دراما الواقع مع «بطلوع الروح» (2022 كتابة محمد هشام عبيّة) !بالنسبة للجمهور السوري تعرّف على الثنائية النسائية نعوم أبو ذكري في فيلم «واحد صفر» (2009) الشريط الذي يجدر التنويه إليه اليوم ونحن على أبواب مونديال 2022، بينما يكرّم «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الـ44 المنعقدة حالياً المخرجة المصرية الشهيرة. أما لماذا التعريج على هذه التجربة؟ فذلك لأنها انطلقت من جوهر كرّة القدم والتفاف الجمهور المصري حول مستديرة السحر، وصعّدت في البحث ضمن مطارح موغلة في الإنسانية تجري أحداثها على خلفية مباراة مهمة للمنتخب المصري. العمل كان آنذاك نافذة للتعارف بين الجمهور السوري وصانعيه لأنه عرض في «مهرجان دمشق السينمائي» سنة 2009، عندما كان هناك مهرجان حقيقي في سوريا وكانت الشام لا تزال قبلة العرب!
على أيّ حال، أقيمت أمس ندوة تكريم على هامش فعاليات «مهرجان القاهرة» لأبو ذكري، على «مسرح النافورة» في «دار الأوبرا» عقب تكريمها في دورة هذا العام ومنحها جائزة فاتن حمامة للتميز، وقام بإدارة الندوة الناقد طارق الشناوي.
وحرص على حضور الندوة، الفنان حسين فهمي رئيس «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، وعدد كبير من نجوم وصناع الفن ومنهم: إلهام شاهين، المنتج محمد العدل، وسلاف فواخرجي، لقاء الخميسي، هاجر الشرنوبي، تامر حبيب، ركين سعد، أمير المصري، يوسف عثمان، فاطمة ناصر، محمود الليثي، حازم إيهاب، نور قدري، توني ماهر.
وتحدثت كاملة أبو ذكري عن لقائها بالمخرج الكبير عاطف الطيب، قائلة إنها تعلمت الإحساس بالممثل منه أثناء تدريبها معه في فيلم: «دماء على الاسفلت» مع النجم الراحل نور الشريف، فهو دائماً ما يقف مع الممثل ويعطيه دفعات إيجابية ليصدق إحساسه داخل الأحداث، وبالفعل أجد المشهد أصبح أكثر قوة بعد حديثه مع الممثل.
كما أوضحت مخرجة «ميدان التحرير» عن رغبتها في التحضير لعمل فني عن الرجال، بخاصة أنّ مشاكلهم وأزماتهم لا تقل أهمية عن المرأة، كما أنها لا تحب حصرها في مصطلح سينما المرأة، لأنها دائماً ما تقدم أعمالًا متنوعة، مضيفة أن الكاتبين صنع الله إبراهيم والراحل بهاء طاهر، اتصلا بها بعد نجاح مسلسلي «ذات» و«واحة الغروب» وكانا سعيدين بالنتائج.