قبل أيام، ختم يوتيوبر سوري اسمه يوسف قبّاني عصر الإسفاف، عندما ارتدى عباءته وحمل رزم نقود، ونزل إلى الشارع ليهين الناس ويتشفّى بحاجتهم، وهو يصور المسحوقين في شوارع دمشق يتوسلّون إليه، وأحدهم مثلاً يحاول تقبيل قدمه كي يعطيه بعضاً من المال؟! الفتى الذي سافر بطريقة غير شرعية إلى بريطانيا مطلع الحرب السورية، بدأ رحلته على السوشال ميديا من هناك، مستعيناً بفتاة إنكليزية اسمها كريستينا، وصار لديه مئات آلاف المتابعين رغم أنه لا يمتلك أيّ مقومات تجعله متابعاً، لكنّها قوانين الإعلام الجديد: كلّما قدّمت محتوى فارغاً ستجذب جمهوراً أوسع! السؤال الذي طرحه الآلاف من جمهور الفيسبوك كان: كيف سمح لهذا الشخص أن يمثّل بعذابات وحاجات الناس بهذه الطريقة؟! ورغم أن الاستهجان انتشر بصورة واسعة إلى درجة أنّ تلفزيون bbc استقبل اليوتيوبر السوري، ليسأله عما كان يدور في رأسه يوم أقدم على هذه السقطة، إلا أنّه سرعان ما تلاشى أثر هذا الفيديو المهين من خلال «تريند» حققه أوّل من أمس برنامج «المختار» (راديو المدينة- باسل محرز). إذ أجرى حواراً مع حارس منتخب سوريا لكرة القدم إبراهيم عالمة، الذي عانى من تراجع في مستواه خلال الفترة الأخيرة، ما جعله حديث السوشال ميديا، متلقياً سيلاً من الانتقادات اللاذعة والاتهامات المنفلتة. اللافت بأن الرجل حكى بثقة معترفاً بتقصيره، لكنّه في مقابل ذلك فجرّ قنبلة مدوية عندما حكى عن عمليات تهريب منظمة، تحصل منتهزة ميزات بعثة المنتخب السوري أثناء سفره، وعن الفساد والسرقة التي تتعرض لها ميزانيات المنتخب. علماً بأنه سبق أن تحوّلت بعثات المنتخب والعدد المبالغ فيه الذي يسافر فيها إلى حديث الإعلام، خاصة بذريعة النتائج السيئة التي يحققها الفريق، إضافة إلى حديث سابق عن الفواتير الباهظة التي تدفع على إقامة رؤساء الاتحادات المتعاقبة واللجان التي ترافقها، وحالة سمسرة تحصل مع المدربين واقتطاع أجزاء من أجورهم لقاء التعاقد معهم، وقد حقق المنتخب رقماً قياسياً في أعداد المدربين والأجهزة الفنية الذين تمت إقالتهم خلال الفترة الماضية! الكلام الجريء الذي حكاه عالمة جعله حديث الفايسبوك خلال الساعات الماضية. وخلافاً لأي مكان يسوده القانون في العالم حيث تشكّل لجان للتحقيق في ما كان يحصل فعلاً، فقد تم استدعاء اللاعب نفسه للتحقيق معه في مبنى اتحاد كرة القدم! ومَن يدري، قد يتعرض لعقوبات أو ضغوطات تجعله يتراجع عن تصريحاته او الاعتذار عنها!