خلال الأسبوع الماضي، عقدت شركة «دي سي كوميكون» (DC Comic con) السنوي المخصص للتواصل مع جمهورها وعرض آخر عروض أفلامها ومسلسلاتها القادمة سواء عبر الترايلر أو التيسر (Trailer or Teaser). إنها وسيلة الشركات الكبرى في التواصل مع أجيال من جمهورها الذي ينتظر بفارغ الصبر فرصة التعرّف إلى كل الإنتاجات القادمة، فضلاً عن اللقاء مع المخرجين وصنّاع الأعمال، والممثلين وحتى الرسامين والكتّاب. في هذا الخضم الهائل من الأفلام والمسلسلات، كان لافتاً غياب الممثلين العرب عن بطولات معظم أفلام «دي سي» (أو مارفل) كأبطال «كوميكس». هنا حاولنا ترشيح مجموعة من الممثلات والممثلين العرب لبطولات –لا مشاركات فحسب- في أفلام مقتبسة عن روايات كوميكس، يستحقونها بالتأكيد.

غسان مسعود
النجم السوري والعربي الأشهر، قادر بسهولة بالغة على أداء أي شخصية من شخصيات شركتي «مارفل» و«دي سي» (وحتى شركات الكوميكس الأقل شهرة كإيماج كوميكس وفالينت وسواها). الممثل القدير يعتبره المخرج والمنتج البريطاني ريدلي سكوت واحداً من أهم ممثلي جيله، يحب إشراكه في أعماله. أظهر جوهره الحقيقي من خلال شخصية «صلاح الدين» الشخصية التي أدّاها في فيلم «مملكة السماء» (kingdom of heaven) في العام 2005 مع الكاتب وليام موناهان والذي وضعته على سكّة الممثلين الكبار والعالمين. مسعود الذي عاد وأتبعها بأداءات في أفلام عالمية –مع ريدلي سكوت- في «الخروج: ملوك وآلهة» (Exodus: Gods and Kings) في العام 2015 فضلاً عن مشاركته الصغيرة في «كل أموال الدنيا» (All the money in the world) في 2017. ملامح وجه مسعود، فضلاً عن قدراته الأدائية وإتقانه اللغة العربية فضلاً عن إلإنكليزية بطلاقة تجعله وجهاً لا بد من أن تستفيد منه إحدى شركات إنتاج «قصص الكوميكس». وهو يمكنه أداء شخصيات مهمة في الكوميكس مثل «رأس الغول» (عدو باتمان اللدود والذي يعيد شبابه كل مئة عام من دي سي كوميكس) أو فاندال سافيج (كائن بشري خارق موجود منذ بدء الخليقة وعدو لسوبرمان) وكلاهما ذو جذورٍ وملامح شرقية. يضاف إلى ذلك شخصيات مثل «الساحر شازام» (أهم شخصية سحرية في دي سي) أو الكاهن نابو (صاحب خوذة «الدكتور قدر» البطل المصري من دي سي).


خالد النبوي
كان النجم المصري أحد الأبطال المساعدين في فيلم «مملكة السماء»؛ وأدى قبل ذلك أفلاماً كبيرة مع المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين من خلال فيلمي «المصير» (1997) و«المهاجر» (1994) حيث أدى أدوار البطولة على الرغم من صغر سنه. تلك البطولات صقلت النبوي كثيراً، وجعلته قادراً بسهولة على لعب أدوارٍ كبيرة من دون جهدٍ يذكر. النبوي الذي عاد إلى هوليوود من بوابة فيلم «لعبة عادلة» (fair game) مع المخرج دوغ ليمان والبطلين شون بين ونعومي واتس؛ وإن لم يكن دوره كبيراً، إلا أنه أظهر مقدرته وقدراته العالية مهما كان وقته قصيراً. النبوي يمكنه بسهولة لعب أدوارٍ كثيرة: فمن سيمون باز (الفانوس الأخضر اللبناني الأصلي من دي سي كوميكس)، إلى داوود ناصر (سندباد من دي سي كوميكس كذلك) أو طالب بن خالد (من فرقة checkmate وأيضاً من دي سي)، أو تجليات «الفارس العربي» (الأول والثاني والثالث من مارفل كوميكس) أو حتى جلعاد آرني بادا (فارس سومري يسمى «المحارب الأبدي» من فالينت كوميكس).


هند صبري
لا يمكن أبداً مناقشة مدى مهارة الممثلة التونسية هند صبري، إذ إنها تمتلك قدرات أدائية عالية للغاية، فضلاً عن تحدثها لغات عدة وبطلاقةٍ بالغة. النجمة التي اجتاحت هوليوود الشرق القاهرة، استطاعت أن تغرز إسمها وبقوة في أي عملٍ تؤديه، حفرت بعمق لتغدو واحدةً من أبرز نجمات جيلها مذ ظهرت في «صمت القصور» (1994) مروراً بدورها العبثي في فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» (2001)، حتى نضجها في «عمارة يعقوبيان» (2006)، وصولاً إلى دمغتها الخاصة في «ابراهيم الأبيض» (2009) لتصبح المحبوبة «المرغوبة/ المدهشة»، من دون أن ننسى أداءاتها المتميزة في أفلام مثل «الجزيرة» (2007). يمكن لصبري القيام بأدوارٍ كثيرةٍ، سواء لناحية تأدية شخصيات مثل «تاليا الغول» (إبنه رأس الغول وحبيبة باتمان وأم ابنه داميان). نايومي (من دي سي كوميكس وهي فتاة خارقة حديثة التعرف بقواها)، جيسيكا كروز (الفانوس الأخضر المصابة بثنائي القطب والشجاعة للغاية من دي سي كوميكس)، مونيه (بطلة فرنسية، تمتلك القدرة على الطيران والتخاطر، فضلاً عن السرعة وعضو في رجال أكس من مارفل كوميكس).



أمينة خليل
الممثلة المصرية الأكفأ بين مجايلاتها من دون منازعة، خريجة «معهد لي ستراسبورغ» الشهير للسينما في نيويورك. خليل تمتاز بأداء «كلاسيكي» ونفحة من نجمات السينما الأبيض والأسود القديمات سواء العربيات أو الغربيات. شكل وجهها كما أداؤها وصوتها نجمةً «كلاسيكية». يمكن متابعة أدائها في مسلسل مثل «غراند أوتيل» (2016)، أو «لا تطفئ الشمس» (2017) أو «ليالي أوجيني» (2018)، لتتأكد الفكرة، نفس الأمر ينسحب على فيلم «الكنز» بجزئيه (2017-2019). لربما هي لم تأخذ حتى اللحظة مكانها الطبيعي في الدراما المصرية، لكن ذلك لا يمنع نهائياً من مقدرتها الكبيرة والفذة، فضلاً عن إجادتها الإنكليزية. تستطيع الممثلة الشابة تأدية دور شخصيات مثل «أهوسكا» (ماستر جيداي من كوميكس حرب النجوم star wars comics)، فايزة حسين (من مارفل كوميكس، تمتلك القدرة على تشريح أي شخص دون أية آلة معدنية، تحمل سيف اكسكاليبر).


أحمد مالك
ليس مستغرباً أن يؤدي الممثل المصري الشاب شخصية «سبايدرمان» من مارفل كوميكس. يمتلك الممثل المصري الشاب الشكل، الصوت، والشخصية/ الأداء الذي يخوّله بسهولة لأداء شخصية «سبايدرمان» الودودة والمحببة والطفولية واللعوبة حتى. راقبوا شخصيته في مسلسل «لا تطفئ الشمس» (2017)، لتعرفوا مقدرته على أن يكون «لعوباً» و«مسلياً» و«ساخطاً» حتى في الوقت نفسه، من دون أن تشعر بأنه يمثّل. في الوقت نفسه، يستطيع مالك تأدية أدوار أكثر جدية من شخصيات الكوميكس، وليس مجرد شخصيات عربية فيها مثل كشخصية «روبن» أو «جناح الليل» (nightwing)؛ راقبوا دوره وأداءه في فيلم «الضيف» (2019) حين يظهر بمظهر «السلفي/ التكفيري» ذي اللباس اللطيف والحديث لكنه النية السيئة والشريرة. يذكر أن الجمهور الغربي تعرّف إلى مالك من خلال فيلم «حارس الذهب» (The Furnace) للمخرج رودريك ماكاي.


حلا رجب
يمكن اعتبار حلا رجب كنزاً مخفياً للدراما العربية، إنها Hidden Gem عربية، يمكن لأي شركة كبرى تحويلها لنجمتها الأكبر. تتكئ الممثلة السورية على جعبة من مهارات الأداء تجعلها واحدة من أفضل مؤديات جيلها من دون منازع. هي ربما واحدة من أكثر الممثلات العربية اتساعاً ومقدرة على تأدية شخصيات متنوعة. لنأخذ العام 2015 كمثال، يومها أدت دور نهلة المازوشية التي تهوى أن تعنّف في مسلسل «عناية مشددة». وكذلك قامت بدور «ماري عجمي» المناضلة النسوية المعروفة في مسلسل «حرائر». هذا بحد ذاته يظهر مدى مهارتها في التنقل بين شخصيتين لا جامع بينهما البتة. رجب لم تقدّم بعد أفضل ما لديها، وتنتظر بالتأكيد فرصةً لوضعها على الخارطة كواحدة لا من أفضل مؤديات جيلها فحسب، بل الأفضل بشكلٍ كلي. يمكن لرجب أداء شخصيات مثل «سوريا قادر» (بطلة «محجّبة» وترتدي النقاب من أصول أفغانية، تستطيع التحكّم بالرمال، من مارفل كوميكس)، الفراشة الحديدية (من دي سي كوميكس، بطلة ذات أصل فلسطيني، حيث تسيطر على المعادن).


أنطوان بلابان
يمكن اعتبار أنطوان بلابان واحداً من الممثلين اللبنانيين القلائل الذين يمتلكون إضافة لتاريخ طويل من الأداء المتوازن، المهارة، والتواضع الكبيرين. يقدم بلابان أداءات تثبت علو كعبه، مهما كان الدور صغيراً، أو العمل عادياً. نشط بلابان مسرحياً، تلفزيونياً، وبالتأكيد سينمائياً. فقدّم مثلاً «الشر الأوسط» (2008، للمخرج والكاتب جو قديح) مسرحياً، و«باب الشمس» (2004) و«خليك معي» (2008) سينمائياً، وتلفزيونياً مع أعمال مثل «غنوجة بيا» (2006) ومؤخراً «الهيبة-جبل». بلابان والذي درس الهندسة، أحب التمثيل وأعطاه روحه، يضاف إلى هذا صوته «ذو النمط الحاد» (high pitched) فضلاً عن قدرته العالية على تغيير شكله (كما يفعل اليوم في مسلسل الهيبة-جبل). يستطيع بلابان تأدية عدّة شخصيات في أفلام مارفل أو دي سي كشخصية «ميكسميزنبليكس» (أو مايز حينما ترجمت الكوميكس عربياً، وهو «عفريت» ساخر يسخر من سوبرمان بشكل دائم)، أو شخصية ايكليبسو (شرير من دي سي كوميكس، يمتاز بقدرته على جعل الأشخاص يظهرون أعلى شر لديهم).