حاز المسلسل التلفزيوني البريطاني I May Destroy You (لـ BBC One وHBO) الذي يصور تأثير اعتداء جنسي على شابة، إشادة ناجين وناجيات من عنف جنسي في الحياة الواقعية.العمل الدرامي المرشّح لعدد من جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) التي توزّع اليوم الأحد، قصّة مدونة وروائية شابة سوداء ناجحة تجمع تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له أثناء وجودها في حانة في لندن مع أصدقاء لها.
في هذا الإطار، نقلت وكالة «فرانس برس» عن الشاب كاران تريباثي (25 عاماً) قوله إنّ المسلسل «غيّر حياتي»، مضيفاً أنّه فقط بعد مشاهدة العرض أدرك أنه كان ضحية اعتداء جنسي.
المسلسل من كتابة وإخراج ميكاييلا كويل التي تؤدي دور بطلته «أرابيلا». وهو يرتكز إلى حد كبير على تجارب الحياة الخاصة بكويل.
في 12 حلقة تتضمن مشاهد قوية، صوّرت كويل بشكل صريح دون الاكتراث بالمحرمات، مواجهات عادية لكن عنيفة.
كما يثير المسلسل أسئلة حول فكرة الموافقة الجنسية، خصوصاً في مجتمع الميم، ويضرب على وتر حساس مع ناجين من العنف الجنسي.
بعدما فشل العمل في الحصول على أي ترشيح لجوائز «غولدن غلوب» الأميركية في آذار (مارس) الماضي رغم الدعوات لمزيد من التنوع، رُشّح لست فئات في جوائز «بافتا».
ورشحت كويل عن فئة أفضل ممثلة فيما رشّح بابا إسييدو عن فئة أفضل ممثل لتأديته دور صديق مثلي لـ «أرابيلا»، والذي تعرّض هو أيضاً لاعتداء جنسي خلال مواعدة رتّبت عبر تطبيق «غريندر».
من جانبها، قالت ماري ألبير، وهي صحافية وناشطة نسوية فرنسية تبلغ 26 عاماً، إنّ المسلسل نال الإشادة عن جدارة. وأوضحت: «لا أتذكر أنني شاهدت عرضاً ملهماً بهذا المقدار من قبل»، مضيفة أنه جعلها «تشعر بأن هناك ما يبرر المطالبة بالعدالة» بشأن الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها.
ولفتت ألبير إلى أنّها بعد مشاهدة العرض، استجمعت الشجاعة للإبلاغ عن اعتداءات تعرضت لها في شباط (فبراير) 2021، مدركةً أنّها «لن تستطيع العودة إلى حياتها كما كانت» قبل التحدث عن ذلك.
أما الناطق باسم جمعية The Survivors Trust البريطانية التي تقدم المساعدة للأشخاص الذين تعرضوا لاغتصاب واعتداء جنسي، إنه فيما يستخدم العنف الجنسي «بشكل كبير كأداة لإثارة الدراما» فإنّ هذا المسلسل «مفيد وملهم للناجين». وأضاف أنّ المسلسل يصوّر بطلته «أرابيلا» على أنّها «غير مثالية وواقعية» بدلاً من جعلها «صورة نمطية نموذجية للضحية».
وأوضح أنّ الخاتمة هي «تجربة علاجية" تبعث برسالة مفادها أنّه «رغم أننا لا نستطيع تغيير الأحداث التي نتعرض لها، يمكننا تجاوزها بطريقتنا الخاصة».