قبل يومين، بعثت «الجديد» بخبر عاجل على هواتف اللبنانيين، تخبرهم بأن فضل شاكر، «يتحدى من تحت ألواح الزينكو كل الفنانين الذين يسجلون في استديوات لندن وباريس». بخطاب المظلومية هذا، مهدت المحطة، لظهور شاكر من جديد، على شاشتها. ففي نشرة اخبارها يوم الجمعة الفائت، وخلافاً لكل القواعد المهنية التي تحكم مدة صناعة التقارير، أفردت المحطة 15 دقيقة، لشاكر، ليدلي بدلوه. شاكر الذي لم يظهر ضمن مقابلة متلفزة، بل اكتفى بالصوت، عبر تسجيل صوتي طويل، راح يهاجم شركات الإنتاج ووسائل الإعلام التي تعتّم على أعماله، مستثنياً «الجديد» التي لها اليد الطولى في دعمه. تحدث «الفنان التائب» في هذا التسجيل الصوتي، عن الأحكام القضائية بحقه، التي تصل الى 22 عاماً بالسجن، وتقضي بتجريده من الحقوق المدنية، ساخراً منها، ونافياً بأن يكون الممول لجماعة «الأسير». ظهور شاكر الذي أريد من خلاله الترويج لأغنيته الجديدة «وينك حبيب؟» التي وصلت الى عتبة المليوني مشاهدة على يوتيوب، أريد له أيضاً أن يبعث برسائل الى شركات الإنتاج، التي «حاربت» شاكر، والى وسائل الإعلام التي تهتم بوجوه فنية أخرى من مستوى متدن، قائلاً: «لو كنت تحت الأرض رح ضلي غني... صوتي بضل خنجر بخاصرتكم». طبعاً، ومن خلف هذا الترويج لشاكر على شاشة «الجديد» التي ما زالت تعمل على تلميع صورة «الفنان التائب» وتروّج لأعماله الغنائية، صراع كامن سياسي بين قطر والسعودية، إذ كان لافتاً نقل تصريحات شاكر عبر مواقع ممولة قطرياً، راحت تصوّب السهام على شركة «روتانا» السعودية بالتحديد والتي يبدو أن شاكر قصدها في حديثه. هكذا، وفي خلاصة الأمر، تتجند «الجديد» لتظهير فضل شاكر، بعد صدور أحكام قضائية بحقه، وهذه المرة تأخذنا الى خطاب المظلومية، ونحو صورة رجل «عصامي»، «يحاصره العالم» في مخبئه في «عين الحلوة»، ويتحدى «الظروف القاهرة» ليحقق الإنتشار!