لا تزال جائحة كورونا ترخي بظلالها على الأحداث الثقافية والفنية حول العالم. فقد أعلن «مهرجان صندانس السينمائي» في الولايات المتحدة عن خطته لمواجهة كوفيد-19، وتقضي بإقامة الحدث افتراضياً إلى جانب عروض يحضرها الجمهور من السيارات وفق نظام Drive-In أو أخرى في دور سينما صغيرة مستقلة. لاحظت مديرة المهرجان، تابيثا جاكسون، أنّ «الفنانين لا يزالون يجدون طريقة للقيام بعملهم حتى في ظل الظروف الصعبة»، إذ لا تزال معظم دور السينما مقفلة والأنشطة معطلة في ظل تجدد تفشّي فيروس كورونا في الولايات المتحدة.
وأضافت أنّ العروض الأولى للأفلام خلال المهرجان ستقام، مع مراعاة التباعد الاجتماعي، في مواقع مختلفة، من كاليفورنيا إلى نيويورك، «للوصول بأمان إلى فئات جديدة من الجمهور، أينما كانت». ومن المقرر أن يكون عدد من الفنانين حاضرين في أنشطة تقام في صالة سينمائية في «بارك سيتي»، معقل المهرجان في ولاية يوتا، وكذلك في موقعين لعروض Drive-In في لوس أنجليس. كما ستعرض الأفلام عبر الإنترنت، على أن تلي العروض حوارات افتراضية بين الجمهور والفنانين.
واختصر منظّمو «صندانس» هذه الدورة التي تقام بين 28 كانون الثاني (يناير) و3 شباط (فبراير) 2021. ولم يتم بعد إعلان برنامج العروض التي تشمل حوالى 70 فيلماً، ولكن يتوقع أن تكون من بينها أفلام روائية طويلة مؤهلة لجوائز الأوسكار المرتقبة في 25 نيسان (أبريل) المقبل.
في سياق متصل، دفعت الأزمة الصحية العالمية إلى تجزئة «مهرجان هافانا للسينما الأميركية اللاتينية» إلى قسمين هذه السنة، إذ افتُتِحَت مساء الخميس الماضي المرحلة الأولى من دورته الثانية والأربعين، فيما أرجئ إلى آذار (مارس) المقبل الجزء الأكبر الذي يضم الأفلام المدرجة ضمن المسابقة.
واستوحى الملصق الرسمي للمهرجان زمن الجائحة، إذ صُمّم على شكل وصفة طبية تؤكد أن السينما هي ما «وَصَفه الطبيب»، وينبغي تناولها «كل أربع ساعات ولمدة عشرة أيام». وحُدِّد موعد «الجرعة الأولى» حتى 13 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، والثانية من 11 إلى 21 آذار 2021.
في هذا الإطار، قال رئيس المهرجان، إيفان جيرو، للصحافيين: «كان الأمر واضحاً جداً بالنسبة لنا منذ البداية، وكان من المقرر إقامة المهرجان حضورياً. البدائل الافتراضية التي تم اللجوء إليها في أنشطة أخرى لا تتطابق مع السمات المميزة لحدثنا، حيث الجمهور هو الممثل الرئيسي، وهو محور كل شيء».
يشمل برنامج الجزء الأول من المهرجان 92 فيلماً كلها من خارج المسابقة، وتقام العروض في ظل تدابير وقائية صارمة، إذ تقتصر نسبة الحضور المسموح بها على 30 في المئة من القدرة الاستيعابية للصالات، على أن يكون وضع الأقنعة إلزامياً، وكذلك تعقيم الأحذية والأيدي عند المداخل، والصالات بعد كل عرض.
أما الجزء الثاني من المهرجان، فيشمل الأفلام الـ 102 المُدرجة ضمن المسابقة، ومنها 18 في الفئة الأولى من الأفلام الروائية.