لا يترك فارس إسكندر مناسبة سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية إلا ويستوحي من أحداثها. على أثر الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت أخيراً، طبعت في أحساسيس الشاعر العبارة التي أطلقتها والدة الشهيد حمد العطّار. خلال بحثها عن إبنها، قالت الوالدة المفجوعة بصوت فيه الكثير من الألم «إبني حلو ومليح وعيونو عسلية، حدا شافو». هذه العبارة تناقلها كثيرون على صفحات السوشال ميديا، معتبرين أنها كلمات صادقة ونقية تشبه دماء الشهيد الذي سقط في الانفجار. لكن تلك العبارات تحولت إلى مقطوعة غنائية كتبها الشاعر فارس اسكندر ولحّنها وسجلها بصوته ورافقه في العزف على البيانو الموزع عمر صباغ. في هذا السياق، يقول اسكندر في حديث لـ «الأخبار»: «لقد عايشت عن قرب مجموعة قصص لشهداء سقطوا إثر الانفجار، ومن بينها حكاية الشهيد حمزة اسكندر الذي كان يقطن بالقرب من منزلي. فقد كنت أشاهد أمه تذوب يومياً على رحيله. لكن ما أثر فيّ بشكل كبير هو كلام والدة العطار التي وصفت إبنها بعبارات صادقة ومفجوعة». ويتابع الشاعر «أصعب وجع هو وجع الأم. كتبت قصيدة من عبارات الأم التي خطّتها بمعاناتها، وسجلتها بصوتي. لكن قلت إن تلك القصيدة هي من إعدادي فقط، على إعتبار أن والدة الشهيد هي من صفّت كلامها». يختم اسكندر كلامه قائلاً «مهما كتبت من قصائد، لن أستطيع أن أخط مثل متل العبارات التي وصفت بها والدة الشهيد العطار. عبارات قاسية، فقد وصفت إبنها بملامح ليست جسدية فحسب، بل نفسية أيضاً، تحديداً عبارة أنه مدلل وصاحب العينين العسليتين».