لم يحز أكثم حمادة (1976) كممثل موقعاً لافتاً على خارطة الدراما السورية اللبنانية، أو يحصد انتشاراً ونجوميةً يوازيان أهميته، إمكانياته، قدراته، حجم دوره خلف الكاميرا. مشواره الفني يقارب الربع قرن، متنقلاً بين أقانيم ثلاثة: المسرح، السينما، الدراما (التلفزيونية)، وقد تنوّعت اشتغالاته: ممثل أكاديمي محترف، مخرج مسرحي، كاتب مسرحي/درامي، أستاذ أكاديمي، مترجم، عضو لجان تحكيم، تميّز بإعداد الممثل، والمعالجة الدرامية.عرّفه «تشيلو» على الوسط الدرامي اللبناني (2015)، فيما قدّمه «شبابيك» للوسط الدرامي السوري (2017)، محققاً سمعة طيبة على مستوى (إدارة/إعداد الممثل)، وحضوراً لافتاً، وعلاقات جيدة نتيجة تعامله مع مختلف شرائح ممثلي (سورية/لبنان)، من النجوم إلى الكومبارس. يرى باسم السلكا مخرج «العميد»، و«بورتريه» بأن حمادة عرّاب النجوم: إذ سخّر مشواره الفني لدعم الممثلين، وشريك أصيل لأي مخرج يعمل معه، لكونه صلة الوصل بين أطراف المثلث الدرامي: النص، الممثل، المخرج، منوّهاً إلى أنّ ما ينقص حمادة ليكون نجماً عربياً: الأنانية فقط.
ينفي حمادة تحوّل مشروعه الأساسي من ممثل محترف لـ «جوكر كواليس»، معللاً أنها فترة تكتيكية، فترشيح ممثل لبطولة عمل تحكمه شروط إنتاجية، علاوة على أن أدوار البطولة محجوزة سلفاً للنجوم، لذا فأهمية المساهمة في بناء عمل درامي؛ تفوق بكثير قبوله لعب أدوار هزيلة.

• رحلته مع المسرح
تفتقت موهبته المسرحية عبر الأنشطة المدرسية، ليشارك لاحقاً في عروض للمسرح القومي في اللاذقية، وقومي دمشق، منها أعمال الراحل سعد الله ونوس. التحق بأكاديمية الفن في فارونيش/روسيا (2000 – 2008) ليدرس التمثيل، وليقدم عدة عروض على مسارح روسيا، تمثيلاً وإخراجاً، إضافةً لتدريب وإعداد الممثلين الهواة. درّس في المعهد العالي للفنون المسرحية/دمشق (2008- 2014) مقررات عدة، منها: التمثيل، المبارزة، فن الإلقاء (لقسم التمثيل)، ومبادىء الإخراج (لقسم السينوغرافيا)، والدراما في الرقص (لقسم الرقص). ترجم عن الروسية: «المنهج العملي في تربية الممثل» للمسرحي يو كرينكي، و«حكايا» لإيفان كريلوف، و«رسائل أنطوان تشيخوف لقسطنطين ستانسلافسكي»، و«33 إغماءة» لماير خولد. بعد عودته من روسيا؛ كتب، وأخرج عرضين مسرحيين هما: «إشارات» الذي عرض لجمهور ضيق في دمشق، و«حفلة غسيل» (2013) على «مسرح بابل» في بيروت.
شارك محلياً، وعربياً في ورش عمل تعنى بإعداد الممثل، أو ورش بحثية كتلك التي جمعته بالأكاديمي المسرحي أسامة غنم.

• الالتفات إلى السينما
فجوات الحياة العملية، نتيجة النقص والحاجة لإعداد وتأهيل الممثل وفق أساليب منهجية؛ استفزّت حمادة للتصدي لها، سعياً لتجاوزها: تدريساً، بحثاً، ترجمةً، ودأباً، فشاع تخصّصه وتميّزه خارج الوسط المسرحي، ما دفع المخرج السينمائي الشاب محمد عبد العزيز لإسناد مهمة إعداد ممثلين (يقفون أمام الكاميرا لأول مرة) لحمادة، إضافة إلى مشاركته كممثل في بعض أفلام عبد العزيز، آخرها: «حرائق البنفسج». لجأت العديد من المواهب الشابة المشاركة في مشروع «دعم سينما الشباب»، الذي أطلقته «المؤسسة العامة للسينما/سوريا» (2013) لحمادة، الذي لم يبخل بدعمها ومؤازرتها كممثل ومدرب، بدءاً من الفكرة، فمراحل إنجاز الفيلم المتعددة. كما يشارك في عضوية لجان تحكيم محلية ودولية، أحدثها مهرجان «سينمائيات 2019» في بيروت/ لبنان.

•غواية الدراما..
برغم أن بدايته مع الدراما كممثل؛ تعود لمسلسل «زمان الوصل» (2002 ـــ إخراج عارف الطويل)، وصولاً إلى مسلسل «عناية مشددة» (2014 ــ إخراج أحمد إبراهيم أحمد)، إلا أن الشهرة التي حققها (عبر مجموعة أفلام سينمائية) في إعداد الممثل؛ بلغت المخرج سامر البرقاوي، فدعاه للانضمام إلى فريقه الإخراجي في مسلسل «تشيلو» (2015)، موكلاً له إدارة الممثل، ليبدأ مشواره مع الدراما المشتركة، التي لن ترضى إلا بانسحابه من فضائه الأحب: المسرح، والسينما.
استمر تعاونه مع البرقاوي في: «نص يوم»، «الهيبة» (بأجزائه الثلاثة)، «شبابيك»، وآخرها «دولار»، لتتعدد المهام الموكلة له: إدارة ممثل، كتابة، معالجة درامية، وتمثيل كما في: «الهيبة» (1 و3) بدور أبو ناهد، «شبابيك» (صيد ثمين جداً) بدور عماد، و«دولار» جسد دوره في إدارة الممثل. مع عودته إلى سوريا مطلع 2020، أوكل إليه مخرج «أيام شامية» و«باب الحارة» (بسام الملا، وأخيه مؤمن) إدارة الممثل، والمعالجة الدرامية، في عملهما الأحدث «سوق الحرير».

* الثنائي سلكا/ حماد
تدخل رحلة تعاونهما الفني اليوم عامها الخامس، حيث بدأت في «تشيلو» (2015) مع المخرج سامر البرقاوي، لتمتد إلى: «نص يوم»، «الهيبة» بأجزائه الثلاثة، «شبابيك»، «دولار». راهن السلكا في تجربته الإخراجية الأولى: «العميد» (2019)؛ على شراكته الفنية مع حمادة، واستثمار طاقة التمثيل الكامنة فيه، إذ جسّد الأخير شخصية هشام، علاوة على إدارة الممثل، والتعاون الفني. في «بورتريه»، العمل الثاني للسلكا، تستمر شراكتهما، فإضافة لمهام إدارة الممثل، والتعاون الفني، يلعب حمادة شخصية فنان تشكيلي يدعة اياد، وهو الدور الأهم والأوسع في مسيرته الدرامية (بحسب حمادة)، الذي يبرزه كممثل بصورة لائقة، إلى حيز الضوء، إذ يتقاسم البطولة مع: فادي صبيح، سيف الدين سبيعي، جلال شموط، مديحة كنيفاتي، تولين البكري