سارت سكّة الأعمال الدرامية العربية على درب المنصّات العالمية، وبدأت تنتشر موضة المسلسل القصير الذي لا تتجاوز حلقاته 12 حلقة، على أن يتم تقديم مواسم متلاحقة لتلك الأعمال. في وقت تطمح فيه بعض الشركات الخليجية الحديثة للوصول إلى «نتفليكس» والعرض عليها كما كان متوقعاً مسلسل «ممالك النار»، اقتصر الأمر على محطات MBC وموقع «شاهد» الذي غيّر أخيراً حلّته بعدما احتكر طويلاً الكثير من الأعمال العربية. ومن المفترض أن يكون هذا الموقع هو المنبر الأوّل الذي يعرض أعمالاً عربية قصيرة قبل المحطات التلفزيونية. في هذا السياق، سيعرض الموقع الشهير مسلسل «الأمير الأحمر» (كتابة حسن سامي يوسف وإخراج سامر البرقاوي وبطولة تيم حسن) الذي يروي سيرة علي حسن سلامة ويستمد عنوانه من اللقب الذي أطلقته رئيسة وزراء العدو الإسرائيلي غولدا مائير على المناضل الراحل. ومن المفترض ألا يتوقف العمل عند حياته العسكرية واغتياله في بيروت سنة 1979 إنما سيتعدى ذلك نحو تفاصيل حياته الإنسانية، والعاطفية، والشخصية! الملفت بأن الإعلان عن المسلسل أعاد إلى الأذهان ما نشرته «الأخبار» سنة 2011 عن نية المخرج الفلسطيني السوري المثنى صبح إنجاز مسلسل عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (1929/2004) إذ علمت «الأخبار» بأن مخرج «على حافة الهاوية» (كتابة أمل حنّا) ما زال يطمح لمشروع عمره كما يسميه، وقد أعاد تنشيط المشروع، بعدما سكنت الحرب في دمشق، وبدأ من جديد التواصل مع الورشة التي كلّفها إنجاز نص المسلسل، وستبدأ بتسجيل شهادات وجمع وثائق، وإجراء بحوث حول المرحلة الزمنية والشخصية المحورية في العمل! في اتصالنا مع المثنى صبح، أكّد المعلومة وأضاف: «من يضع نصب عينيه شخصية مثل الرئيس الراحل ياسر عرفات، والأسرار التي رافقت حياته، والغنى الدرامي الذي سيّج خطواته، وانطلاق الثورة الفلسطينية والتطورات السياسية التي رافقت مسيرته، إضافة إلى أهميته في حياة الفلسطينيين والعرب، والظروف الغامضة التي رافقت وفاته، بكل تأكيد لن يتخلى عنه بسهولة، وإن كانت إمكانية إنجازه صعبة للغاية وسط الظروف الإنتاجية التي نعيشها. ومع ذلك، فقد أعدت تنشيط المشروع على الأقل على مستوى التواصل مع ورشة الكتّاب، خاصة أنني الوحيد الذي حصل على تنازل من السيدة سهى عرفات وموافقة على إنجازي العمل التلفزيوني، إلى جانب حماس بعض رجال الأعمال الفلسطينيين للإنتاج، ومباركة السلطة الفلسطينية و«منظمة التحرير» لهذه الخطوة».