قلّة تعرف بأن الأديب الراحل نجيب محفوظ علّق مرات عدة عن حلمه بكرة القدم المهنة التي كان سيختارها لو لم يكن كاتباً، بينما وصف الروائي التشيكي ميلان كونديرا لاعبي كرة القدم بطريقة ساحرة عندما قال: «لاعبو كرة القدم نفس جمال وتراجيديا الفراشات، فتلك تطير عالياً بمنتهى البهاء، من دون أن يتاح لها الاستمتاع أو الإعجاب بجمال طيرانها». ولم يكن صاحب «خفة الكائن التي لا تحتمل» وحده في هذا الميدان، بل أيضاً ألبير كامو سبق له ولعب الكرة وولّف بينها وبين الأدب، وكتب: «بعد سنوات طويلة، أتاح لي فيها هذا العالم خوض تجارب عديدة، توصلتُ إلى قناعة مفادها ــ حسبما عشت ـــ أن ما أعرفه عن الأخلاق وواجبات الرجال، مدينٌ بكلّه لكرة القدم». تلك العلاقة القائمة بين الأدب وكرة القدم تبرّر الشغف الهائل الذي يعيشه بعض العاملين في الدراما السورية تجاه اللعبة الأكثر شعبية. وخلافاً لما يحدث عندما يلعب المنتخب السوري من حالة توحّد وألفة وإجماع حوله، فإن الدوريين الإسباني والإنكليزي يخلقان حالة تنافس واقتسام وتنافس، تعيشها مقاهي الشعلان بشكل علني، لكن يغيب عنها البعض لإقامتهم خارج سوريا على رأسهم النجم عابد فهد المعروف بحماسه لكرة القدم وتشجيعه لنادي برشلونة!الليلة سيكون الصراع على أشدّه في الشام أثناء المواجهة التاريخية التي تجمع أشهر ناديين في العالم أي «ريال مدريد» و«برشلونة» عند الساعة التاسعة مساء، وسينقسم المشاهدون السوريون المعنيون بصناعة الدراما والإعلام إلى قسمين أحدهما: بقيادة المخرج المثنى صبح في تشجيع النادي الملكي معه مهندس الديكور زكريا الطيّان والممثل مصطفى المصطفى... والثاني يقوده لاعب كرة السلّة السابق والإعلامي عمر حسينو ومعه الممثل أنس طيارة والممثل بلال مارتيني في تشجيع برشلونة! وهناك آخرون يفضلون حضور المباراة بمفردهم لعدم قدرتهم على مجاراة الجمهور، والتعليقات الساخرة، بينهم المخرج جود سعيد الذي يشجع الريال والممثل أدهم مرشد المتطرف في محبة النادي الكتالوني. من ناحيته مثلاً، لا يهتم الممثل والمخرج سيف الدين السبيعي كثيراً للموضوع كونه من عشاق النادي الإنكليزي مانشستر يونايتد، الأمر ذاته يعيشه موسوعة الرياضة الممثل بيدرو برصوميان، كونه من أكثر المتحمسين لنادي بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا لدرجة أنه تمنى التوفيق للاعب ريال مدريد الألماني توني كروس!