تختتم «مهرجانات بعلبك الدولية» لهذا الصيف مع المؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي عمر بشير (1970). إنه ابن العائلة التي أعطت الكثير للعود، عزفاً وارتجالاً وتأليفاً وتطويراً ومناهج. فهو سليل عائلة موسيقية، بدءاً من جدّه (وربما قبل) وصولاً إلى والده منير وعمّه جميل. كرّس الرجل حياته للموسيقى، وللتجارب التي يمكن أن تخرج العود من أطر استخدامه وتوظيفه التقليدية المعروفة إلى رحاب موسيقية أوسع، «ثائراً» بذلك على والده الذي طالما حذّر من تغريب الموسيقى الشرقية.لعمر بشير العديد من الإصدارات الموسيقية، آخرها يحمل عنوان «العود الراقص» الذي أراد من خلال تقديم مادّة جادّة، أساسها العود، وفي الوقت عينه تصلح للرقص والاحتفال، محاولاً حصر كل مقطوعة بالمدّة القصيرة التي تجعلها أسلس لناحية التقبّل، وبالأخص لدى الشباب. قبل هذا العمل الأخير، أصدر بشير أكثر من عشرين ألبوماً، منذ مطلع التسعينيات، أطل في بعضها بعزف منفرد، وفي بعضها الآخر أحاط العود بفرق مختلفة الأحجام، محاولاً الجمع فيها بين الموسيقى الشرقية والعراقية من جهة، وألوان موسيقية أخرى، اللاتينية بشكل خاص.
في أمسيته التي تختتم صيف «بعلبك» (3 آب/ أغسطس)، سيقدّم عمر بشير مع فرقته الموسيقية مجموعة أعمال من ألبومات سابقة، بالإضافة إلى بعض ما ورد في إصداره الأخير، والليلة تحمل عنوان «عود حول العالم»، إذ يتخللها تنويع تراثي كبير، من العراق ولبنان وتركيا إلى الموسيقى اللاتينية والفلامنكو والموسيقى الهندية. هذا في الثالث من آب (أغسطس) المقبل. أما في الثاني منه، فيرافق عمر بشير وفرقته المطربة اللبنانية جاهدة وهبه في أمسيتها ضمن المهرجان نفسه، لتقديم مشروعها الجديد، المنوّع هو الآخر لناحية ألوانه الفنية، بين الموشح الأندلسي والفلامنكو.