في خضم الماراتون الرمضاني، وصل الى خط النهاية متسابق واحد هو الممثل نقولا دانيال. في مسلسل «انتي مين؟»، كان نقولا دانيال مختلفاً عن كل ما عُرض. كان حالة خاصة. في اداء مسرحي خالص،ذهب به تصاعدياً حتى وصل الى ذروته في آخر الحلقات، كان ممتعاً مبهراً، حتى استحق لقب نجم رمضان لهذا العام. ساعدته في اظهار ذلك كاميرا المخرج المبدع ايلي حبيب حيث تركه على سجيته. لم يقيّده بكادر او حجم لقطة. ترك نقولا دانيال يعتلي خشبات مسرح وهمية أمّنها له المبدع نصري طوق بديكور دافئ جميل بسيط فأوفى بالغرض. كان جلياً تمييز ايلي حبيب بطريقة اخراجه لمشاهد نقولا دانيال وللمشاهد الاخرى. وهذه تحسب لذكائه، فأعطى لكل شخصية كادرها، وسمح لدانيال أن يصول ويجول، فأخرج أروع ما يمكن أن يكون لدى الممثل من طاقات يحدها دائماً الكادر التلفزيوني. غير انه في «انتي مين»، تمكن ايلي حبيب من اعطاء قراءة اخرى لكيفية تصوير المشهد المسرحي ومواءمته مع العرض التلفزيوني. «انتي مين؟» كان عملا مميزا هذا العام من كل جوانبه تمثيلاً واخراجاً ونصاً وديكوراً وملابس. أثبت انه بالامكان انتاج دراما بميزانيات معقولة وتجذب المشاهدين.
نقولا دانيال في «انتي مين؟» كان حالة خاصة هذا العام، وربما سيستمر لأعوام أخرى من دون منازع. كما أنّ المخرج ايلي حبيب صعّب المهمة كثيراً على الآخرين وأبرز جانباً آخر من شخصيته التي فيها الكثير من علم النفس. «انتي مين؟» وفر لنا المتعة هذا الموسم التي اقتربت من الكمال بكل عناصرها.
أكان من ناحية الصورة التي أبدع بها مدير التصوير يوسف هزيم، أو من ناحية الاخراج والتمثيل والديكور والملابس والنص الرائع وحسن إدارة الانتاج بميزانية معقولة كما فعل مدير الانتاج عصام وهبة، نقولا دانيال أصبحت ايقونة.

* ممثل لبناني