قليلون يعرفون المغنية السورية الشابة سارة درويش. وهذا منطقي طالما أنّها لا تزال في بداية مشوارها الفني، ويقتصر حضورها على بعض الفيديوات المنزلية المنشورة على السوشال ميديا، والتي تزيح الستار عن موهبة عميقة، وقبلها مشاركتها في حفلات كمغنية منفردة، بالإضافة إلى حضورها في ألبوم «جيان» (آري جان سرحان) الذي قدّمت فيه أغنيتين هما «شمس الصبح» و«يلي بحبوك ما بيحرجوك»، وغنائها تتر مسلسل «دومينو» (فادي سليم). على الرغم من بدء مشوارها في سنّ مبكرة، إلا أنّها تسعى لصقل موهبها وخامتها الخاصة بالمنطق الأكاديمي البحت، وترك فرصة لتراكم خبراتها ضمن مؤسسات تمنحها مساحة من التعليم الوافي. التحقت درويش بكلية التربية الموسيقية في حمص، قبل أن تنضم لاحقاً إلى «المعهد العالي للموسيقى» في دمشق.


ها هي سارة درويش تختار عيد الحب هذا العام لتطلق أغنيتها الخاصة الأولى بعنوان «غنّيلو» (كلمات محمود إدريس، وألحان لؤي البشارة، وتوزيع تامر زين). تكشف الأغنية عن خصوصية موهبة درويش ونوعية صوتها الاستثنائية. بالاتكاء على رهافة الكلام الذي كتبه إدريس مستعيناً بقدرته على سبك الشعر المحكي بصوره البليغة، واستعاراته المؤثرة، يواكبها بانسجام عالٍ ولحن هادئ من دون أي استعراضات أو ادعّاءات، ليكون العمل بمثابة مناجاة شخص مجهول يمكن أن يكون كل الجمهور الذي تحرّضه على الاشتباك مع الحب. التوقف قبالته، ومحاورته، والتفكير ملياً به، والغناء من أجل أن يبقى حاضراً، ثم الغزل بتفاصيله وجنونه، كونه حلماً يشتهيه الجميع، وربما يكون حلّاً لكل هذا الخراب الذي نعيشه. فلعل كلّ من يجتمع بالحب يهرع لإطفاء أنوار العالم والإبقاء على قناديله متّقدة!
على الرغم من غيابها المطلق عن الإعلام وعدم الترويج اللازم لها، إلا أنّ هذه الأغنية تستطيع أن تكون نموذجاً فعلياً للغناء الرومانسي الرصين والمعاصر في الوقت ذاته، أو السهل الممتنع، والذي يمكن الإصغاء له بتمعّن يحفّز المخيلة ويمنح طاقة إيجابية واضحة!