اكتشف سعد رمضان حبّه للغناء وجمال صوته في سنّ مبكرة جداً، وبدأ دراسة الموسيقى والعزف على البيانو في عمر عشر سنوات. في صغره، لم يكن حلم ابن بلدة برجا اللبنانية (قضاء الشوف) أن ينجز أغنيات خاصة، بل تأدية أعمال عبد الحليم حافظ (1929 ــ 1977) على المسرح بمرافقة أوركسترا ضخمة. ترعرع الفنان المولود عام 1987 على صوت أم كلثوم، ليُغرم لاحقاً بـ «العندليب الأسمر» ويغنّي أعماله في كلّ المناسبات، قبل أن يقرّر أن يحاول كلّ سنة إحياء حفلات خاصة بريبيرتوار هذا الفنان الكبير الذي رحل باكراً بعد إصابته بتليّف في الكبد سببه مرض البلهارسيا. البداية كانت حين طُلبت منه المشاركة في حفلة احتضنها «قصر الأونيسكو» البيروتي العام الماضي في الذكرى الأربعين لرحيل «حليم»، ليعيد الكرّة على مسرح الأوبرا المصرية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 ضمن «مهرجان الموسيقى العربية» في دورته السادسة والعشرين، ثم على خشبة مسرح Folies Bergère في فرنسا في نيسان (أبريل) الماضي.
وفي ختام فعاليات «مهرجانات ذوق مكايل الدولية»، يخوض صاحب ألبوم «ما بعرف» (أطلق في آذار/ مارس الماضي) تجربة مشابهة في 17 تموز (يوليو) المقبل، بمرافقة أوركسترا كبيرة تتألف من عازفي فرقته وعدد كبير من الموسيقيين الذين أضيفوا إليها، على أن يتولّى خاله درغام غطاس قيادتها، وفق ما يؤكّد في اتصال مع «الأخبار».
«حليم» في لندن في عام 1968 (عن صفحة «أنتيكا» الفايسبوكية)

بالإضافة إلى حبّه الكبير لهذا الفنان وتأثّره به، يرى سعد رمضان أنّ «الناس اشتاقوا إلى الطرب، ويرغبون في الاستماع إلى أغنيات من الزمن الجميل الذي نفتقده اليوم»، كما أنّه يرغب في «إرضاء كلّ الأذواق». هنا، يوضح الشاب الذي شارك في الموسم الخامس من برنامج البحث عن المواهب «ستار أكاديمي» أنّه «في حفلاتي، أستطيع تأدية أعمالي الخاصة التي أتوجّه بها إلى الشباب والمراهقين، لكن جميل أن أحيي مواعيد فنية أخاطب من خلالها فئات أخرى، كالأشخاص الذين يحبّون الطرب ويقدّرونه، وربّما تكون فرصة لتعريف الجيل الجديد عليه أكثر. وبما أنّ تجاربي السابقة في هذا المضمار كانت ناجحة، فلمَ لا نكرّرها؟».
لم يختر سعد برنامج حفلته بعد، غير أنّه على الأغلب سيشمل أغنيات على شاكلة: «قارئة الفنجان» (شعر نزار قبّاني، وألحان محمد الموجي)، و«سوّاح» (كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدي)، و«أوّل مرّة تحب يا قلبي» (كلمات إسماعيل الحبروك، وألحان منير مراد)، و«كامل الأوصاف» (كلمات مجدي نجيب، وألحان محمد الموجي)، وغيرها.
باختصار، عبد الحليم حافظ «اسم كبير» في تاريخ الفن العربي، استحال مدرسة في الإحساس بعدما حورب كثيراً في بداياته من قبل أشخاص «لم يؤمنوا بأسلوبه الجديد والخارج عن السائد والمألوف يومها». ومن البديهي وأضعف الإيمان بالنسبة لرمضان أن توجّه إليه التحيات الفنية باستمرار.