تحمل مهرجانات «صور الدولية» (اللجنة اللبنانية لـ«مهرجانات صور والجنوب») هذا العام رسائل فنّية ووطنية وثقافية. الحدث الفني الذي انطلق في التسعينيات من القرن الماضي، عرف مطبّات عدّة أدّت إلى تجميد نشاطاته في عام 2010، ثم استعاد عافيته في 2016 ونفض الغبار عنه ليعود بسهرات قوية. في النسخة المنتظرة هذا الصيف، تجمع ليالي «صور الدولية» بين الأمسيات الشعرية والسهرات الغنائية واللوحات الراقصة. لكن هذه الحفلات لا تعتبر الأبرز في الحدث المنتظر، بل إن الموقع الجغرافي للحفلات سيكون «القصّة كلّها» أيضاً.
أرينا دومسكي

فقد قرّر القائمون على المهرجان أن تكون «قلعة الشقيف» (النبطية) هي الموقع الذي سيحتضن الحفلات. تلك القلعة الأثرية التي شهدت العديد من الأحداث السياسية الحديثة والقديمة، خضعت لعملية ترميم أخيراً لتكون جاهزة لاحتضان محبّي المهرجان الذين سيتقاطرون من مختلف المناطق اللبنانية. للقلعة خصوصية سياحية ووطنية يعلمها الجميع، فهي تحوّلت إلى معلم مقاوم بعدما شهدت العديد من المعارك بين المقاومين والاحتلال الإسرائيلي، وسطّرت بطولات المقاومين. فقد وجد صنّاع «مهرجانات صور» أنه على اللبنانيين التعرّف إلى أهمية الصرح الأثري عبر نشاطات فنية. أما بالنسبة إلى البرنامج الفني للمهرجان، فهو خليط بين النجوم اللبنانيين والعرب والأجانب. ففي 26 تموز سيكون الافتتاح، حيث يتقاسم السهرة عازف البيانو غي مانوكيان وفرقة Gipsy Kings (ملوك الغجر) وهي فرقة موسيقية فرنسية سيؤدّي أعضاؤها مجموعة الفلامينكو والسالسا والبوب.

عاصي الحلاني

وفي 28 تموز، سيطلّ عازف العود والمغني التونسي لطفي بوشناق في ليلة شرقية بامتياز يعزف ويغني فيها مجموعة من أهم أعماله القديمة والجديدة. أما في 3 آب، فسيكون الجمهور بانتظار عاصي الحلاني (الصورة) بسهرة غنائية يقدّم فيها المغني اللبناني باقة من أرشيفه وأغانيه الجديدة. في 4 أب ستطلّ الأوبرالية الأوكرانية Arina Domski مع فرقتها الاستعراضية التي تترافق أغانيها مع لوحات راقصة. ليلة 5 آب هي سهرة وداع مهرجانات «صور الدولية» بأمسية شعرية مع مجموعة شعراء عرب من بينهم اللبنانيان إبراهيم شحرور وطارق ناصر الدين، والمصري حسن شهاب الدين، والفلسطيني أنور الخطيب، والتونسي المنصف المزغني. إذاً، 5 أمسيات هي برنامج «صور الدولية» لهذا العام، ويسعى الحدث الفني ليجذب اللبنانيين من كافة المناطق على اختلاف توزّعهم وانتماءاتهم.