لبيس بجديد ما أوردته المواقع الإلكترونية والصحف العربية عن زوجة الأمير هاري الأميركية ميغان ماركل، إثر عقد قرانهما أمس، أمام ملايين الناس، في قلعة «وندسور» التاريخية. الحدث تابعته الميديا الغربية والعربية باهتمام، ونقلت بعض القنوات المحلية اللبنانية الزفاف مباشرة على الهواء، لكن هذه المنصات لم تفعل سوى تظهير بطلة سلسلة Suits بطريقة تمييزية تحاذي العنصرية. إذ ركزت على وضعها الإجتماعي، وجذورها الأفريقية. صحيح أن زواج هاري بميغان، كسر تقاليد العائلة الحاكمة في المملكة المتحدة، كون الممثلة الأميركية السابقة، من «عامة الشعب»، مطلقة وتكبر الأمير بثلاث سنوات، لكن الصيغ التي اتحفتنا بها المواقع العربية، كانت استعراضية، تتسم بالعنصرية والتمييز العرقي والإجتماعي. في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عنونت صحيفة «الشرق الأوسط»: «مطلقة ولن تلقب بالأميرة: 10 معلومات عن خطيبة الأمير هاري».

بعد مرور ستة أشهر تقريباً، وبعيد عقد زواجهما أمس، لم يختلف التعاطي الإعلامي العربي، مع الحدث، والتركيز على عبارة «مطلقة»، لوصف العروس، وإرفاقها بعمرها (36)، ومقارنة هذا الرقم بعمر زوجها (33 عاماً). موقع مجلة «سيدتي» الذي يفترض أن يعنى بجوانب نسائية ونسوية على حدّ سواء، عنون «الملكة ستحضر زفاف حفيدها رغم أن عروسه مطلقة». أيضاً، لم تبخل علينا «الجزيرة» بالدخول في هذه اللعبة. «عروس الأمير هاري مطلقة... وجذورها أفريقية» عنوان اختارته القناة القطرية، لوصيف الزفاف الملكي امس.
التركيز على الوضع الإجتماعي السابق لميغان، والتعامل معه بصيغة تحقيرية، لم يكن الأبرز على الساحة الإعلامية العربية. مواقع خليجية سعودية وإماراتية تحديداً، ظهّرت نوعاً آخر من القصة، هذه المرة بصيغة فضائحية. على سبيل المثال، نبش موقع «أخبار السعودية اليوم» صوراً للعروس في طفولتها، لتبيان «قباحتها»، الى جانب تظهير منحى الصحافة الصفراء، عبر سرد عبارة «كانت تواعد طاهياً كندياً». أما موقع «الإمارات اليوم»، فركز بدوره على الوضع الإجتماعي لماركل، إذ تصدر الخبر عنوان «ميغان مطلقة وتكبر هاري بسنوات».
ورغم اتكاء المواقع العربية على عناصر غير أخلاقية ولا مهنية للوقوف عند حفل الزفاف، وتناقل ذلك ببغائياً فيما بينها، في الدخول في الحياة الشخصية وتقييم الناس، سيّما النساء، تبعاً لجذورهم العرقية، أو أوضاعهم الإجتماعية، او لأعمارهم، فإن العديد من الناشطين/ ات العرب، وجدوا زوايا مختلفة، للتعاطي مع زفاف هاري/ ميغان: بدءاً من الإشادة ببساطة الأميرة، مروراً بالتذكير بخلفيتها النسوية، ونضالها في هذا المجال، منذ أن كان عمرها 11 عاماً، ومناداتها بالمساواة بين الجنسين، وبضرورة مشاركة المرأة السياسية، وصولاً الى سرقة قلب الأمير البريطاني، وكسرها حواجز كثيرة، ظلت أسيرة التقاليد الملكية القاسية طيلة قرون طويلة.