لا يمكن لأحد أن يزاود على الممثل والمخرج المسرحي عروة العربي. صنع الرجل نفسه بنفسه. عندما شعر بأن حظوظه لن تكون كما يشتهي في التمثيل التلفزيوني رغم أنّه خريج «المعهد العالي للفنون المسرحية»، كرّس وقته لجانب آخر يحتاج إلى موهبة أعمق وأشمل. راح نحو الإخراج المسرحي، وتدريس التمثيل. حقق حضوره المختلف فيهما.
هكذا، يمكن القول بأن أعتى نجوم التمثيل لا يستطيعون بالضرورة، إنجاز نتائج طيبة مع ممثلين هواة، أو طلاب «المعهد العالي للفنون المسرحية» أو المعاهد التمثيلية الخاصة التي انتشرت أخيراً في دمشق. فالتمثيل شيء وتعليم هذه المهنة شيء آخر تماماً. في مشروع دمّر،افتتح النجم السوري أحمد الأحمد معهد «نجم المستقبل» ولم يجد أفضل من العربي لتسليمه الإشراف على الدفعات المتتالية التي تركت انطباعاً إيجابياً لدى من تابع مشاريع تخرجها. المعهد الخاص جزء مما يحققه المخرج الشاب في «المعهد العالي للفنون المسرحية» وهمّه المرتبط بشكل وثيق بحال الطلاب هناك. لم يثنه تراجع المؤسسة على المستوي المهني، والتعليمي، والإنساني في بعض الأحيان، ولم تعنه الفضائح التي روجّت عن إحدى الدفعات وطريقة تعاملهم مع بعضهم والإساءات التي وجهت لأساتذتهم. بل ظلّ عروة مسكوناً بهاجس المسرح. وبينما كان بعض زملائه الممثلين منشغلين بالعروض التلفزيونية أو التصريحات السياحية وربما «التجغيل» وهمّ الأجور الخيالية التي سيتقاضونها في مصر ولبنان، ظلّ هو وفياً للهواء «الفاسد» في كواليس المسارح، في ذروة الحرب السورية. لم يكن أمامه سوى تغيير مواعيد العروض وتقديمها في ساعات النهار حتى يتسنى للجمهور حضورها، كونها مرّت سنوات كانت شوارع دمشق تصفر بمجرّد حلول الظلام. الرصاص ينهمر على الشام والعربي ينجز مسرحاً ولعلّ أهم عروضه هي: «هاملت»، و«مرآة»، و«منحى خطر»، و«المرود والمكحلة»، «عن الحب وأشياء أخرى»، «مدينة في ثلاثة فصول»... كلها عروض ممضية باسمه كمخرج، ومع ذلك لم يتوان عن تلبية دعوة أستاذه غسّان مسعود ليكون مساعداً له في عرضه «كأنو مسرح» (كتابة ابنته لوتس مسعود) من دون أن تزعج المخرج الشاب كل الآراء النقدية في بنية العرض، أو ما سموه سيره خطوة إلى الوراء بعدما صنع مكانة لاسمه كمخرج مسرحي. اليوم يقدّم العربي عرضه المسرحي الجديد مع طلاب السنة الرابعة في «المعهد العالي للفنون المسرحية» كمشروع تخرّج يحمل عنوان «صخب» مأخوذ عن «رواية صخب في كيوتسا» للإيطالي كارلو جولدوني. في تمام الساعة الخامسة مساء، ينطلق العرض على خشبة مسرح فواز الساجر «المسرح الدائري» في مقر المعهد ويستمر العرض لغاية يوم يوم الاثنين. أما الدفعة التي ستؤدي أدوار العرض فهي: بشار أبو عاصي، جولييت خوري، حسام سلامة، خالد شباط، رسل الحسين، ساندي نحّاس، علياء سعيد، غيث بركة، نارد عبد الحكي، نور علي، وليم العبدون. سينوغرافيا: ولاء طرقجي، وموسيقى: رعد خلف.
للحجز:
00963933084916