تجربة الكباريه الفني في «مترو المدينة» (الحمرا) تنجح مرة جديدة في اقتحام خشبة المهرجانات الدولية. بعد «بار فاروق» في «بيت الدين» العام الماضي، تستقبل جبيل نجوم عرض «هشك بشك» (31/7)، بتوليفة جديدة تناسب الحدث والمكان، وأوركسترا فلهارمونية كلاسيكية من 41 عازفاً. أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة مضت على انطلاقة «هشك بشك» في «مترو المدينة». العرض الذي تمتلئ مقاعده في كل أمسية، يعود بجمهوره الى مصر من عشرينيات الى ستينيات القرن الماضي، عبر أغنيات وأعمال موسيقية لوّنت تلك الحقبة وعبّرت عنها. ينطلق المخرج هشام جابر من هذا العمل ليجري مع المساهمين والتقنيين المشاركين، تعديلات جمّة، أصبح معها العرض جديداً. هي نسخة جديدة كلياً خاصة بـ «مهرجان بيبلوس»، يقول جابر لـ «الأخبار». إذ جرت تعديلات وتغييرات على الديكور، والتوزيع والأدوار. يوضح جابر ماهية العرض: «شخصيات من المجتمع المصري ستعرّف عن مصر، الأرتيست، الباشا، العسكر، الدرويش، بالإضافة الى فرقة «حسب الله»». ويشير جابر إلى أنّ الأهم هي الأوركسترا التي سيقودها المايسترو لبنان بعلبكي و«لن يكون حضورها، مجرد حضور للمرافقة الموسيقية، بل تمّ توزيع الأغاني بشكل يناسب السياق الدرامي للعرض». ويضيف جابر أنّه كان لا بد من إحداث تقارب بين العرض والفرقة الكلاسيكية «نحن نتكلم عن طقاطيق مصرية وموسيقى الكاباريه والمسارح التي ستلتقي مع الأوركسترا». أعيد توزيع أغاني العرض للأوركسترا مع نضال أبو سمرا (الجزء الأول) وزياد الأحمدية (الجزء الثاني).
عن تنفيذ خيار الأوركسترا و«هشك بشك»، يشرح الأحمدية التحديات التي واجهتهم أبرزها أنّ «هذه الأغنيات تم تلحينها للمسارح وللكباريه حينها لا للأوركسترا، أي لفرقة صغيرة وآلات بسيطة من التخت الشرقي». وبرز تحد آخر تمثل في كيفية التوزيع للأوركسترا «من دون المسّ بطابع الأغاني الفكاهي العفوي». أخيراً، كيف سيتم توزيع النغم لآلات غربية، لا تملك أرباع النوطة، التي تملكه الآلات الشرقية؟ كان على الأحمدية ونضال أبو سمرا العودة الى مختلف التجارب السابقة في الموسيقى الشرقية، حيث المخزون كبير.
الأوركسترا كاملة مؤلفة من 41 عازفاً مع آلات نفخ نحاسية وخشبية، وآلات وترية وآلات إيقاع، مع حضور لآلة القانون والناي للحفاظ على مساحة للصوت الشرقي في الأوركسترا ودعماً للآلات الموجودة مع الممثلين على خشبة الكباريه.
والأعمال الغنائية هي من مجموعة أعمال لسيد درويش، سيد مكاوي، محمد عبد الوهاب، زكريا أحمد، محمود الشريف ومنير مراد (شقيق ليلى مراد).
يشدد الأحمدية على أنّ حضور الأوركسترا ذو طابع تجديدي وغير تقليدي، يخدم العرض المسرحي والعكس صحيح، وليس هناك أي تأثير سلبي من طرف على الآخر فنياً ومضموناً.
على الخشبة الصغيرة، أي داخل الكباريه، سنكون على موعد مع وجوه الممثلين /الموسيقيين الذين تعرفنا إليهم خلال عروض «هشك بشك» في «المترو»: الرائعة ياسمين فايد (غناء)، زياد جعفر (غناء، كمان)، سماح أبي المنى (أكورديون)، بهاء ضو (إيقاع)، روي ديب (غناء)، وسام دالاتي (غناء)، لينا سحاب (غناء) والراقصة رندا مخول مع إدارة فنية ومشاركة تمثيلاً وغناء لهشام جابر، والعمل من إنتاج «مترو المدينة».
يذكر أنّ الفرقة قدمت 270 عرضاً لـ «هشك بشك». يعلّق هشام جابر هنا: « مع الوقت، كان العرض يتغيّر ويتطوّر بشكل دائم، بناء على اقتراحات الفرقة وكسبها المزيد من التجربة والتجانس في ما بينها من ممثلين وموسيقيين». ويشيد باستمرار «هشك بشك» لأكثر من ثلاث سنوات من دون أي إعلان أو دعم في ظروف كتلك التي يمر بها البلد، فـ «هذا إنجاز كبير».